التهاب القولون التقرحي (UC) هو مرض التهابي يصيب أجزاء معينة من الأمعاء، وهو يسبب تهيجاً والتهاباً وتقرحات في بطانة الأمعاء الغليظة التي تُسمى أيضاً القولون.
وبالرغم من تطور العلاجات الطبية في كافة مجالات الالتهابات، لكن لا يوجد علاج لهذه الحالة، وعادة ما يعاني الناس من أعراضها بشكل متقطع مدى الحياة،
لكن العلاجات والخطوات الصحيحة يمكن أن تساعد في السيطرة على حدة ودرجة المرض.
أسباب التهاب القولون التقرحي وعوامل الخطر
يحدُث التهاب القولون التقرحي عندما يرتكب جهاز المناعة خطأً، إذ إنه معتاد على مهاجمة الفيروسات التي تغزو الجسم مثلما يحدث في نزلات البرد والإنفلونزا.
لكن في حالة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي فإن جهازك المناعي يعتقد أن الطعام وبكتيريا الأمعاء الجيدة والخلايا التي تبطن القولون هي الأجسام الدخيلة.
وتهاجم خلايا الدم البيضاء التي تحمي عادةً بطانة القولون بدلاً من ذلك، وتسبب الالتهابات والقروح.
الأطباء حتى اليوم ليسوا متأكدين من سبب إصابة الناس بهذه الحالة، ومع ذلك قد تلعب الجينات دوراً؛ إذ ينتشر المرض أحياناً في العائلات، أو قد تُحدث أشياء أخرى في العالم من حولك فرقاً أيضاً في إصابة الجسم بتلك الحالة.
ومن بين العوامل التي قد تؤثر في احتمالية إصابة الشخص بالتهاب القولون التقرحي بحسب موقع WebMD للصحة والمعلومات الطبية:
- العُمر: من المرجح أن يكون عمر الشخص بين 15 و30 عاماً، أو أكبر من 60 عاماً عندما يُصاب بالتهاب القولون التقرحي لأول مرة.
- تاريخ العائلة: قد تكون مخاطر الشخص أعلى بنسبة 30% للإصابة إذا كان لديه أحد الأقارب مصاباً بهذه الحالة.
- وفي حين أن نوعية الطعام في النظام الغذائي للشخص أو معاناته من القلق والتوتر المزمن في حدوث التهاب القولون التقرحي، ولكن يمكن أن تؤدي تلك الأمور إلى زيادة حدة الأعراض.
أنواع التهاب القولون التقرحي
1- يعتمد نوع التهاب القولون التقرحي الذي تعاني منه على مكان وجوده في جسمك، وعادة ما يكون التهاب المستقيم التقرحي هو أخف أشكال التهاب المستقيم التقرحي. ويحدث فقط في المستقيم، وهو جزء من القولون الأقرب إلى فتحة الشرج، وقد يكون نزيف المستقيم هو العلامة الوحيدة للإصابة بالمرض.
2- أما التهاب المستقيم السيني فهو يحدث في المستقيم والطرف السفلي من القولون، ومن أعراضه الإصابة بإسهال دموي وتشنجات في البطن وألم في المعدة.
كما ستكون لديك الرغبة في التبرز، لكنك لن تكون قادراً على ذلك.
3- في حين يسبب التهاب القولون في الجانب الأيسر من الأمعاء تقلصات في هذا الجانب من بطنك، ومن الأعراض الإصابة أيضاً بإسهال دموي، وفقدان الوزن.
4- غالباً ما يؤثر التهاب البنكوليت على القولون بأكمله، ويمكن أن يسبب نوبات شديدة من الإسهال الدموي وتشنجات البطن والألم والتعب وفقدان الوزن بشكل حاد.
ويُعد هذا النوع من التهاب القولون التقرحي الحاد نادر الحدوث، وهو يؤثر على القولون بأكمله، ويُسبب ألماً شديداً وإسهالاً حاداً ونزيفاً وحمى.
تطور حالة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي:
غالباً ما تزداد أعراض التهاب القولون التقرحي سوءاً بمرور الوقت. في البداية قد تلاحظ:
- الإسهال أو حركات الأمعاء المضطربة.
- تقلصات في البطن.
- التعب والشعور بالغثيان.
- فقدان الوزن بدون مبرر.
- فقر الدم (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء).
وبعد تطور الحالة قد يعاني المصاب أيضاً من:
- الدم أو المخاط أو الصديد في حركات الأمعاء.
- تقلصات شديدة وألم البطن الدائم.
- الحمى.
- الطفح الجلدي.
- تقرحات الفم.
- ألم المفاصل.
- ألم العين واحمرارها.
- أمراض الكبد.
- فقدان السوائل والعناصر الغذائية من الجسم.
وتتشابه الأعراض في التهاب القولون التقرحي عند الأطفال، وقد تشمل أيضاً تأخر النمو أو ضعف الصحة العامة. ويمكن لبعض أعراض التهاب القولون التقرحي عند الأطفال أن تحاكي حالات أخرى، لذلك من المهم إبلاغ طبيب الأطفال بجميع الأعراض فور ملاحظة أي علامات على الإصابة بالمرض.
كيف يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي؟
عند تشخيص التهاب القولون التقرحي عند الأطفال والمراهقين والبالغين يجب على مقدم الرعاية الصحية الخاص استبعاد الأمراض الأخرى لمعرفة أن الشخص مصاب بتلك الحالة.
وبعد الفحص البدني العام، قد يطلب الطبيب ما يلي وفقاً لموقع Cleveland Clinic للصحة والمعلومات الطبية:
- تحاليل الدم: يمكن أن يظهر الدم علامات العدوى أو فقر الدم. فقر الدم هو انخفاض مستوى الحديد في الدم، إذ يمكن أن يعني ذلك أنك تعاني من نزيف في القولون أو المستقيم.
- عينات البراز: يمكن أن تظهر علامات العدوى والطفيليات (الكائنات الدقيقة التي يمكن أن تعيش في جسم الشخص) والالتهاب في البراز.
- اختبارات التصوير: قد يحتاج مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إلى صورة للقولون والمستقيم، قد تخضع لاختبارات تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- الاختبارات بالمنظار: المنظار هو أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا صغيرة، يمكن للأطباء المتخصصين إدخال المنظار من خلال فتحة الشرج للتحقق من صحة المستقيم والقولون. وتشمل الاختبارات التنظيرية الشائعة تنظير القولون والتنظير السيني.
متى تقوم باستشارة الطبيب للاشتباه في الإصابة بالتهاب القولون التقرحي؟
إذا تم تشخيصك بمرض التهاب القولون التقرحي فاستشر الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض مثل ما يلي بحسب موقع Healthline:
- آلام شديدة في البطن أو تقلصات.
- نزيف حاد في المستقيم.
- الإسهال المزمن الذي يصعب علاجه.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- انتفاخ مناطق مثل الجلد أو المفاصل.
- الجفاف والتهابات الفم والعينين.
وعند ملاحظة أي أعراض مما سبق فاستشر الطبيب لمعرفة ما إن كنت تعاني من الحالة، ويمكن للطبيب المساعدة في تحديد ما إذا كنت مصاباً بمرض التهاب القولون التقرحي أو أي مرض معوي آخر.
خطوات العلاج والسيطرة على تطور الحالة
التهاب القولون التقرحي هو حالة صحية مزمنة، لذلك فإن الهدف من العلاج هو تقليل الالتهاب الذي يسبب الأعراض لمنع النوبات وإطالة فترات الراحة.
ومن خيارات العلاج الأساسية:
1- الدواء
يعتمد الدواء الذي يتم وصفه على حالة المريض، بما في ذلك مدى شدة الأعراض. بالنسبة للأعراض الخفيفة قد يصف الطبيب دواءً لتقليل الالتهاب والتورم، هذا سوف يساعد في تخفيف العديد من الأعراض.
أما إذا كانت لديك أعراض معتدلة إلى شديدة فقد يصف لك الطبيب نوعاً من الأدوية يُعرف باسم بيولوجي. وهي تصنع من الأجسام المضادة وتساعد على منع الالتهاب، ويمكن أن يساعد تناول هذه الأدوية في منع تفاقم الأعراض.
2- العلاج في المستشفيات
إذا كانت أعراض الحالة شديدة فقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لعلاج آثار الجفاف وفقدان العناصر الغذائية في الجسم التي يسببها الإسهال والنزيف.
كما قد يحتاج المريض أيضاً إلى استبدال الدم وعلاج أي مضاعفات أخرى.
3- جراحة التهاب القولون التقرحي
الجراحة ضرورية إذا واجه المصاب:
- فقدان الدم بشكل كبير.
- الأعراض المزمنة والمنهكة.
- انثقاب القولون.
- الانسداد الشديد.
يمكن للأشعة المقطعية أو تنظير القولون الكشف عن هذه المشاكل الخطيرة.
وتتضمن الجراحة عادةً إزالة القولون والمستقيم بالكامل بالإضافة إلى إنشاء مسار جديد للمخلفات، ويمكن أن يخرج هذا المسار من خلال فتحة صغيرة في جدار البطن.
وفي أنواع الجراحة الأخرى يزيل الجراح الجزء المصاب من القولون والمستقيم، لكنه يحتفظ بالعضلات الخارجية للمستقيم.
4- العلاجات الطبيعية لالتهاب القولون التقرحي
يمكن أن يكون لبعض الأدوية الموصوفة آثار جانبية خطيرة، لذلك عندما لا يتم تحمل العلاجات التقليدية بشكل جيد يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاجات الطبيعية لإدارة الحالة.
وتشمل العلاجات الطبيعية التي قد تساعد في تخفيف أعراض التهاب القولون المتقرح:
1- عشبة البوسويليا: يتم العثور على هذه العشبة تحت لحاء شجرة Boswellia serrata. وتشير الأبحاث إلى أنه يوقف بعض التفاعلات الكيميائية في الجسم التي يمكن أن تسبب الالتهاب.
2- بروميلين: يوجد خليط الإنزيم هذا بشكل طبيعي في الأناناس، ولكنه يباع أيضاً كمكمل غذائي، وهو قد يساعد في تخفيف أعراض الالتهاب وتقليل النوبات.
3- البروبيوتيك: أمعاؤك ومعدتك هي موطن لمليارات البكتيريا. وعندما تكون البكتيريا صحية يكون جسمك أكثر قدرة على مكافحة الالتهاب وأعراضه الكلية. لذلك يمكن أن يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك أو تناول مكملات البروبيوتيك في تعزيز صحة النباتات الميكروبية في أمعائك.
4- سيلليوم: يمكن أن يساعد مكمل الألياف هذا في الحفاظ على حركات الأمعاء منتظمة وصحية، وقد يخفف ذلك الأعراض ويمنع الإمساك ويجعل التخلص من الفضلات أسهل.
ومع ذلك يمكن أن يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء من تفاقم تقلصات البطن والغازات والانتفاخ عندما يستهلكون الألياف أثناء النوبة.
5- الكركم: هذه التوابل الصفراء الذهبية مليئة بالكركمين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي ثبت أنها تقلل الالتهاب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.