ناشد رئيس بلدية فرنسي، الرئيس إيمانويل ماكرون، الالتفات إلى مصير نحو عشر عائلات يقيم أفرادها في عقار يملكه رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، مشيراً إلى أنّ هؤلاء يعيشون في "ظروف رديئة من دون كهرباء"، بعدما تخلى عنهم رفعت.
جان كريستوف بوليه، رئيس بلدية بيسانكور، قال في رسالة إلى ماكرون: "لا يمكننا أن نترك هؤلاء الأشخاص من دون حلّ هذا الشتاء"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف بوليه أنّ "من مسؤولية الدولة أن تتحرّك بسرعة"، مؤكّداً "تسجيل حالة وفاة في صفوف المقيمين في نهاية الأسبوع الماضي، وتم نقل أشخاص أصيبوا بكوفيد-19 إلى المستشفى، وهناك شخص مسن يجب إبقاؤه موصولاً بجهاز المساعدة على التنفس، ما يتطلب توفر المياه والكهرباء".
يقيم نحو 80 سورياً من الموظفين السابقين لرفعت الأسد في مزرعة خيول "سان جاك"، التي تضم قصراً وحظائر تم تحويلها إلى أجنحة للسكن ومنازل عدة.
كانت هذه العائلات قد وصلت إلى فرنسا في ثمانينيات القرن الماضي، بعدما تخفّى أفرادها داخل حقائب عائدة لرفعت الأسد الذي كان في منفاه.
هذا العقار البالغة مساحته نحو أربعين هكتاراً، هو من ضمن أصول صادرها القضاء في إطار محاكمة لرفعت، ففي سبتمبر/أيلول 2021، دان القضاء الفرنسي رفعت بتبييض الأموال ضمن عصابة منظّمة وباختلاس أموال عامة سورية.
حُكم على رفعت غيابياً بالحبس أربع سنوات، فضلاً عن مصادرة أصول له بقيمة 90 مليون يورو.
رفعت الذي يبلغ من العمر 84 عاماً كان قد غادر سوريا في 1984، بعد انقلاب فاشل ضدّ شقيقه حافظ، وقد أعلن معارضته لابن أخيه بشار الأسد بعد توليه الرئاسة العام 2000.
لتجنيب عمّه الحبس في فرنسا كان بشار الأسد قد سمح له بالعودة إلى سوريا بعد 36 عاماً قضاها في المنفى القسري.
بعودته إلى سوريا تخلّى رفعت الأسد عن موظفيه السابقين، متخلفاً عن تسديد فواتير كهربائية بأكثر من 200 ألف يورو في مزرعة خيول سان جاك.
رئيس بلدية بيسانكور، قال: "الآن وقد جمّدت أصول رفعت الأسد" تجد العائلات نفسها "من دون مياه ولا كهرباء منذ أشهر"، مناشداً السلطات "إعادة التغذية بالتيار الكهربائي" والنظر في نقل العائلات إلى مكان آخر.
أشار بيسانكور أيضاً إلى أنهم لم "لم يُبلغوا بأي رد ملموس لا من السلطات المحلية ولا من شركة إينيديس"، التي تتولى إدارة شبكة توزيع الكهرباء الفرنسية، مؤكداً أن "الوضع النفسي للعائلات ليس جيداً".
جراء التحول في تعامل رفعت مع أنصاره بفرنسا، صار على مجتمع "سوريي بيسانكور الصغير" التصرف، فلجأ بعضهم إلى الاستحمام في المسبح أو في الفندق، بينما اختار البعض الآخر الاستحمام لدى أقاربهم في البلدات المجاورة.
كان سوار الأسد، أحد أبناء رفعت، قد برّر توقف والده عن إرسال الأموال لأنصاره، وقال في تصريح نشرته الوكالة الفرنسية إن والده "اعتنى بهذه العائلات لمدة ثلاثين عاماً"، وإن "مصادرة الممتلكات والحسابات المصرفية" من المحاكم تحول الآن دون دفع الفواتير.
يُذكر أن رفعت الأسد كان قائداً لـ"سرايا الدفاع" في سوريا، وشارك في عام 1982 في قمع أحداث مدينة حماة التي نتجت عنها مجزرة، وبعد مغادرته سوريا عام 1984 استقرّ في سويسرا، ثم في فرنسا، ويملك إمبراطورية عقارات بأوروبا.