لأول مرة، اكتُشِفَت دودة ألفية (ذات أكثر من 1000 قدم) تملك أكبر عدد من الأرجل بين كل الحيوانات المعروفة، في منطقة تعدين غرب أستراليا، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021.
حيث تملك هذه الدودة "الفريدة من نوعها" 1306 أرجل، وعُثِر عليها في عمق يصل إلى 60 متراً تحت الأرض في ولاية أستراليا الغربية في منطقة ينقب فيها عمال المناجم عن الذهب ومعادن أخرى منها الليثيوم والفاناديوم.
فيما أطلق الباحثون على النوع الجديد اسم Eumillipes persephone -ومعناها بيرسيفوني ذات الألف رِجل الحقيقية- في إشارة إلى الإلهة اليونانية للعالم السفلي "بيرسيفوني".
هذا الاكتشاف يحطم الرقم القياسي السابق الذي سجلته دودة Illacme plenipes، التي توجد في وسط كاليفورنيا، ولديها ما يصل إلى 750 ساقاً.
الدودة الشاحبة اللون التي تشبه الخيط من ذوات الألف رِجل، وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً، وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر، ولها رأس مخروطي الشكل، وفم على شكل منقار، وقرون استشعار كبيرة، يعتقد العلماء أنها قد تكون واحداً من مصادر المدخلات الحسية، لأنها بدون أعين.
كما أن هذا النوع له جسم طويل يشبه الخيوط، ويتألف من 330 قسماً، وبأرجل قصيرة. وكانت للإناث أرجل أكثر من الذكور.
كان فريق من الباحثين قد اكتشف مؤخراً الدودة الألفية أثناء إجراء تقييم الأثر البيئي تحت الأرض.
"أعاجيب الخلق"
من جهته، وصف الدكتور برونو بوزاتو، عالم الأحياء في Bennelongia Environmental Consultants، الاكتشاف بأنه "توفيق كبير"، مضيفاً: "في رأيي، إنه حيوان مذهل… أعجوبة من أعاجيب الخلق".
بوزاتو أضاف: "هذه الحيوانات فريدة من نوعها. بمجرد أن أدركت كم طولها… أدركت أنها بالضرورة شيءٌ مختلف تماماً"، مؤكداً أنها "أطول دودة عُثر عليها حتى الآن بين الديدان الألفية، وهي أول الحيوانات التي تستوطن الأرض. وتمكن هذا النوع على وجه الخصوص من التكيف مع العيش على عمق عشرات الأمتار في التربة… في بيئة قاحلة وقاسية".
بدورها، قالت الدكتورة خوانيتا رودريغيز، الباحثة المعاونة وخبيرة الحشرات في "منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية"، إنَّ النوع الجديد قد طور على الأرجح طوله لتسهيل الحركة تحت الأرض.
في حين تابعت: "كلما طال جسمها، زادت قوتها في التحرك للأمام"، مشيرة إلى أنَّ أكثر من 300 قطعة من جسم الدودة الألفية ستعطيها قوة أكبر للحركة في المناطق الصخرية مثل الشقوق الصغيرة.
أيضاً أشار عالم الحشرات في جامعة فرجينيا للتقنية بول ماريك، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، إلى أنه "في السابق لم يكن من المعروف وجود دودة ألفية تمتلك ألف رِجل على الرغم من أن اسم الدودة الألفية يعني حرفياً ذوات الألف رِجل".
يُشار إلى أنه عادة ما يكون للدودة الألفية ما بين مئة ومئتي رِجل.
ظهرت الديدان الألفية لأول مرة منذ أكثر من 400 مليون سنة، وهي من مفصليات الأرجل البطيئة الحركة المرتبطة بالحشرات والقشريات.
بينما يُعرف منها حالياً 13 ألف نوع تعيش في جميع أنواع البيئات وتتغذى على النباتات والفطريات المتحللة. وتلعب دوراً مهماً في النظام البيئي من خلال تحطيم المادة التي تتغذى عليها وتحرير الأجزاء المكونة لها مثل الكربون والنيتروجين والسكريات البسيطة.
جدير بالذكر أن الديدان الألفية تختلف عن مئويات الأقدام في أنَّ لديها زوجين من الأرجل في معظم أجزاء الجسم، في حين أنَّ المئويات لديها زوج واحد فقط.