اختبر المهندسون العسكريون الأتراك أول طائرة مسيَّرة مسلحة بالليزر تسمى "إرين"، وهي طائرة ذات أجنحة دوارة تمكنها من التحليق لفترة طويلة فوق الأهداف المكلفة بتدميرها.
ويبلغ أقصى ارتفاع طيران لها 3000 متر، وهي ثمرة للتعاون المحلي المشترك بين مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية "توبيتاك"، وشركة "أسيس جارد" للإلكترونيات وأنظمة المعلومات، بإشراف من الإدارة العامة للأمن التركية.
الطائرة "إرين" نجحت في استخدام الليزر لتدمير الهدف المطلوب
وأطلقت الطائرة المسيرة المسلحة بالليزر خلال الاختبار شعاع ليزر من مسافات تتراوح من 100 إلى 500 متر، مما أدى إلى إحداث ثقب في الفولاذ، وفقاً لوكالة الأناضول.
وقال المسؤول الأمني التركي، أيكوت إيروغلو: "لقد تمكنت الطائرة المسيرة إرين من اختراق صفيحة من الصلب الكربوني بقطر 3 ملم بطلقة ليزر، أولاً من 500 متر لمدة 90 ثانية، ثم من 300 متر لمدة 30 ثانية، وأخيراً من 100 متر لمدة 10 ثوانٍ".
وتم تقديم "الطائرة إرين" في مهرجان قونية للعلوم مؤخراً، مما جذب انتباه مسؤولي الدفاع الأتراك.
وبمجرد اكتمال جميع مراحل التقييم، سيتم نقل الطائرة بدون طيار إلى القوات المسلحة التركية.
لأول مرة يتم دمج سلاح ليزر في طائرة ذات أجنحة دوارة
وقال المسؤول الأمني التركي، أيكوت إيروغلو: "لأول مرة في العالم تم دمج سلاح الليزر في الطائرات المسيرة ذات الأجنحة الدوارة".
ويفترض أن تعمل الطائرة إيرن على تحييد العناصر المتفجرة في الميدان باستخدام الليزر من مسافات معينة مع نطاق طيران 3000 متر.
من المقرر أن يدرج خبراء القنابل الطائرة إرين كمقترح ضمن مشروع الدفاع والأمن التركي في عام 2022.
لها استخدام أمني يساهم في تقليل الخسائر البشرية
الطائرة يبدو أنه سيكون لها استخدام في المجال الأمني إضافة للعسكري.
وقال أيكوت إيروغلو، لوكالة الأناضول إنهم يهدفون إلى استخدام إرين لتدمير الذخيرة العسكرية أو القنابل الموجودة في ميادين القتال أو في المناطق ذات المشاكل الأمنية بدلاً من تعريض حياة البشر للخطر.
وقال إيروغلو إن إرين ستضمن تدمير القنابل بدلاً من إرسال خبير للقيام بهذه المهمة الخطيرة.
وفتح نجاح الطائرات المسيرة التركية في الحرب حول ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان وكذلك حرب ليبيا، وإدلب بسوريا الباب أمام مضاعفة عقود بيع هذا السلاح، حيث اشترت أوكرانيا وبولندا مؤخراً طائرات بيرقدار تي بي 2 التركية الشهيرة، ضمن سلسلة تتوسع من مشتري الطائرة تشمل قيرغزستان وتونس وأذربيجان، بالإضافة لدول أخرى مهتمة بهذا السلاح.
ولدى تركيا مشروع لتصنيع طائرة مسيرة أسرع من الصوت، وهي طائرة من شأنها، إذا تحقق لها النجاح، إحداث تغيير كبير في عالم الطيران الحربي، إضافة إلى أنه سيمثل مكسباً استراتجياً كبيراً للقوات الجوية التركية.
وفي المجال البحري، أطلقت تركيا مطلع العام أول زورق حربي بدون قائد "ULAQ"، مكلف بتنفيذ عمليات هجومية بحرية، في مؤشر على سعيها للاستفادة من نجاح تجربة طائراتها بدون طيار التي غيرت مسار الحروب في إدلب وليبيا والقوقاز لصنع أسطول من السفن والزوارق غير المأهولة.
كما سبق أن أعلنت تركيا عن خطط لإنتاج ما يعرف بـ"الدبابة الصغيرة"، وهي مركبة مُسلحة؛ في محاولة للاستفادة من نجاحات أنقرة في مجال الطائرات بدون طيار.
والدبابة المسيرة الجديدة، التي تعمل شركتا "أسيلسان" و"كاتمارجيلر" على إنتاجها، ستتمتع بخاصية التحكم عن بعد والقيادة الذاتية، كما ستقدم بأنماط كهربائية وهجينة وذات بصمة حرارية منخفضة.
وستتم زيادة مدى التحكم بالمركبة المسيرة ليصبح غير محدود عبر ربطها بنظام القمر الصناعي.
وستتيح منصة التحكم للمستخدم اختيارات كثيرة تتيح استخدام الدبابة المسيرة في مهام متعددة سواء مع محطات الأسلحة الخفيفة والثقيلة، أو مركبات المراقبة والاستطلاع، أو منصات إطلاق الصواريخ.
ويقول الأتراك إن الدبابة المسيرة ستتمكن من خلال الخصائص التي تتمتع بها من القيام بمفردها بدوريات على الحدود ورسم خرائط للمناطق التي تسير بها وإبلاغ المركز بمعلومات عن المنطقة المستطلعة والأهداف التي رصدتها.
وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركي إسماعيل دمير، إن المشروع يشمل تطوير وإنتاج مركبات برية مسيرة تقوم بأغراض الاستطلاع والمراقبة وتحديد الأهداف.
وأشار إلى أنه يمكن تزويد المركبات بأنظمة أسلحة أو أي أنظمة أخرى، ويمكن التحكم بها عن بعد، إضافة إلى أنها تتمتع بقدرة فائقة على الحركة وبخاصية القيادة الذاتية.