“العرب يحاصروننا”! رئيس البرلمان اللبناني يتهم دولاً بإغلاق أبوابها بوجه لبنان مقابل الانفتاح على إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/15 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/15 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري / رويترز

اتهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، الدول العربية بفرض حصار على بلاده، في وقت نجحت فيه إسرائيل بكسر الحصار عليها، على حد تعبيره، وذلك على خلفية أزمته الأخيرة مع دول الخليج، التي فاقمت من أزمته الاقتصادية والسياسية الخانقة.

خلال لقائه نقيب المحررين (الصحفيين)، جوزيف القصيفي، وأعضاء مجلس النقابة في بيروت، حسب بيان لمكتب بري الإعلامي، فإن الأخير جدد التأكيد على أن بيروت تتعرض لحصار، كما أعرب عن أسفه لما وصلت إليه أوضاع بلاده الاقتصادية والمعيشية.

حسب البيان، تساءل بري خلال اللقاء "هل يعقل التصديق أن إسرائيل العدو انفتحت على العرب على النحو الذي يحصل اليوم، والعرب يقفلون أبوابهم على لبنان الذي دفع أثماناً باهظة من أجل تثبيت عروبته وهويته".

المتحدث ذاته تابع كذلك قائلاً: "لكي نصل إلى حلول لا بد من التحاور، فلا يجوز التفرج على اللبنانيين وهم يسافرون (…) لكن علينا أن نقر بأن لبنان يتعرض للحصار".

أزمة تصريحات قرداحي

يأتي هذا في ظل أجواء متوترة بين الخليج ولبنان، إثر أزمة تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي، بخصوص حرب اليمن، لاقت تأييداً من بعض اللبنانيين كـ"حزب الله" (حليف إيران)، ورفضاً من بعضهم الآخر كرئيس الحكومة ميقاتي.

كان قرداحي قد قال في مقابلة متلفزة بثتها منصة إلكترونية لفضائية "الجزيرة" القطرية، سُجلت في أغسطس/آب، وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.

تلك التصريحات أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان، أعقبتها مساعٍ ومحاولات للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة.

حينها، سحبت الرياض سفيرها في بيروت، وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وهو ما فعلته لاحقاً كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن.

يُذكر أنه في مايو/أيار 2021، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.

هذه الأزمة تزيد الوضع سوءاً في لبنان، الذي يعاني منذ عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار العملة المحلية (الليرة)، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وهبوط حاد في القدرة الشرائية.

تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار الماضي، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".

جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية، منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

يذكر أنه ومنذ أواخر 2019، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من بين 3 أسوأ أزمات اقتصادية عرفها العالم، وأدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وتفشي الفقر والبطالة.

تحميل المزيد