قال مستشار ألمانيا الجديد أولاف شولتز، في أول خطاب له أمام البرلمان كمستشار، خلفاً لأنجيلا ميركل، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن حكومته ستسهل مسألة قدوم واندماج الأجانب الراغبين في العمل بألمانيا.
وأضاف شولتز أن حكومته ستحارب التطرف اليميني، الذي كان بمثابة أكبر تهديد للديمقراطية في البلاد، وتابع: "نحن بلد هجرة، لكن يجب أن نعمل على أن نصبح دولة أفضل من أجل الاندماج".
وتخطط حكومة ألمانيا الجديدة وتضم تحالفاً غير مسبوق من الديمقراطيين الاشتراكيين من يسار الوسط، وحزب الخضر البيئي، والديمقراطيين الأحرار الليبراليين، لتسهيل الحصول على الجنسية الألمانية والحصول على جنسيات متعددة.
انتخاب شولتز في ألمانيا
يأتي هذا بعد أن انتخب البرلمان الألماني النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير المالية أولاف شولتز، مستشاراً جديداً للبلاد، ليطوي بذلك نهائياً عهد أنجيلا ميركل، الذي استمر 16 عاماً.
حصل شولتز في الجولة الأولى من التصويت على أصوات 395 نائباً من أصل 707، في حين صوَّت 303 نواب بـ"لا"، وامتنع 6 آخرون عن التصويت، إلى جانب إلغاء أصوات 3 نواب، وفقاً لوكالة الأناضول.
من المقرر أن يتوجه شولتز، الذي يبلغ من العمر 63 عاماً، في وقت لاحق، إلى القصر الرئاسي، للحصول على وثيقة تعيينه من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، والعودة إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية.
بذلك يصبح شولتز تاسع مستشار لألمانيا لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يتسلم شولتز مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا، تتولى نساء فيها وزارات أساسية، مع تعيين أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية، وكريستين لامبريشت وزيرة للدفاع، ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.
كذلك تعتبر هذه الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات، هي: الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.
بالرغم من الاختلاف، بل والتعارض أحياناً في برامج التشكيلات الثلاثة، فإنها توصلت سريعاً إلى الاتفاق على برنامج يرتكز إلى حماية البيئة والتقشف المالي وأوروبا.
من هو مستشار ألمانيا الجديد؟
وُلد شولتز في أوسنابروك، في 14 يونيو/حزيران 1958، وكان والده تاجراً، ووالدته ربّة منزل، وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العام 1975 في سن السابعة عشرة.
يميل شولتز أكثر إلى التيار اليساري للحزب، وكان آنذاك شعره طويلاً ويرتدي كنزات صوفية، ويشارك في عدد كبير من التظاهرات السلمية.
بالتوازي، كان شولتز يتابع دراساته في القانون، وأسس العام 1985 مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل، ودافع عن موظّفين في عدد كبير من الملفات، في أعقاب توحيد ألمانيا العام 1990، في قضايا خصخصة أو حلّ شركات في ألمانيا الشرقية السابقة.
المستشار الجديد لألمانيا تقلّد مناصب وزارية مرات عدة، وكان رئيساً لبلدية هامبورغ، ثاني مدن ألمانيا.