في حين أن الأمور السيئة يمكن أن تحدث لك حتى في أكثر البلدان أماناً من الناحية الإحصائية، إلا أن هناك أماكن في العالم من الأفضل تجنبها إذا كنت تريد أن تعيش حياة آمنة وبعيدة عن المخاطر والجرائم والتهديدات المختلفة.
طريقة تقييم وتصنيف الدول وفقاً لمعدلات الخطورة والأمان
أحد أشهر المصادر التي تحظى بتقدير كبير في تقييم الدول الأخطر حول العالم بشكل سنوي، هو معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، وهو مركز أبحاث دولي غير حزبي مقره في سيدني، أستراليا.
التصنيف التابع للمعهد يعتمد في ترتيب الدول على مستوى السلام في الدولة كمقياس إيجابي قابل للتحقيق وملموس؛ من خلال درجة رفاهية الإنسان ومستوى التقدم العام في البلاد.
كما يصدر معهد الاقتصاد والسلام تقرير مؤشر السلام العالمي. هذا التقرير هو الوحيد من نوعه الذي يقيس مدى خطورة وسلامة أي دولة بناءً على 23 مؤشراً مختلفاً، بما في ذلك الإرهاب السياسي والوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي ومعدل القتل.
وكجزء من مهمة تلك النوعية من التقييمات، عكف المعهد على مدار الـ15 عاماً الماضية على تحليل بيانات عشرات المؤشرات المختلفة- تتراوح من معدلات القتل والجرائم العنيفة والإرهاب وعدم الاستقرار السياسي والمظاهرات العنيفة وواردات الأسلحة.
وتذهب كل هذه المعلومات في تجميع مؤشر السلام العالمي السنوي، والذي يصنف الدول على أساس مدى سلامتها أو مدى خطورتها.
وبحسب موقع World Population Review للتصنيفات العالمية، يقوم تقرير IEP بتقييم 163 دولة تمثل أكثر من 99% من إجمالي سكان العالم.
وتنحصر العوامل التي تم تحليلها في التقرير في ثلاثة مجالات مختلفة هي:
- معدلات السلامة والأمن.
- الصراع المستمر في الدولة.
- المستوى العسكري.
كما تشمل العوامل المستخدمة في تجميع هذا التقرير ما يلي:
- عدد الصراعات العنيفة الداخلية والخارجية في الدولة.
- مستوى عدم الثقة والأمان من قبل الشعوب.
- درجة عدم الاستقرار السياسي.
- إمكانية ارتكاب أعمال إرهابية.
- عدد جرائم القتل.
- النفقات العسكرية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
ويتم احتساب درجة لكل دولة من الدول الـ163 الواردة في التقرير بناءً على هذه العوامل. وكلما كانت النتيجة أعلى، انخفض ترتيب الدولة من حيث السلامة أو زادت خطورة البلد.
في هذا التقرير نستعرض قائمة بأكثر دول العالم خطورة، والدول العربية التي احتلت مقدمة القائمة.
8- جمهورية ليبيا
خلّف نزاع استمر 15 شهراً بين الجماعات المسلحة انتهى في يونيو/حزيران من العام 2020، مئات المدنيين بين قتيل ومفقود ونزوح آلاف الأشخاص، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
ولكن بعد مرور عام، لا تزال ليبيا تعاني من "اضطرابات مدنية قوية وعدم استقرار سياسي"، وفقاً لتقرير معهد IEP.
كما تعرض ما يقرب من 45% من الليبيين للعنف شخصياً خلال العامين الماضيين، ويرى أكثر من 25% من المواطنين أن العنف هو الخطر الأكبر في حياتهم اليومية، وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد.
وتعتبر معدلات الدولة "شديد الخطورة" للمسافرين على خريطة مخاطر السفر التي جمعتها شركة إدارة الصحة والأمن International SOS.
7- جمهورية الكونغو
جاءت الكونغو في القائمة بسبب تدهور العلاقات خلال عام 2020 مع جارتها زامبيا بشأن الأراضي المتنازع عليها؛ مما أدى إلى مناوشات حدودية بين القوات العسكرية للبلدين، وفقاً لتقرير IEP.
وقد كلف العنف جمهورية الكونغو نحو 9% من ناتجها المحلي الإجمالي.
واعتباراً من 30 نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2021، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية، جمهورية الكونغو على أنها دولة يجب أن "تعيد النظر في السفر إليها".
مشيرة إلى أن "الجرائم العنيفة، مثل السطو المسلح، والاعتداء المسلح على المنازل، والاعتداءات الشخصية شائعة، وتفتقر الشرطة المحلية إلى الموارد اللازمة للعمل بفاعلية. كما أن المجرمين كثيراً ما يدّعون أنهم رجال شرطة أو عملاء أمن".
6- الصومال
اعتباراً من 17 يونيو/حزيران 2021، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الصومال على أنها دولة "لا ينبغي السفر إليها"، مشيرة إلى أن "الاختطاف والقتل وجرائم العنف الأخرى شائعة في الدولة".
وتستمر العمليات الإرهابية في استهداف المطارات والمباني الحكومية والفنادق ومناطق التسوق وأي مكان آخر يتجمع فيه الناس بهجمات بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون والمفجرين الانتحاريين، وفقاً للخارجية الأمريكية.
وقد نزح 20% من سكان الدولة الإفريقية نتيجة الصراع المستمر بين القوات الحكومية وجماعة الشباب المتشددة.
ووفقاً لتقرير IEP، تسبب العنف في تكليف الصومال 34.9% من الناتج الاقتصادي للبلاد.
5- العراق
تأتي دولة العراق من بين الدول الخمس الأقل سلماً في العالم في مؤشر IEP منذ عام 2015 بشكل سنوي. وبالرغم من أنه قد انخفضت الوفيات بسبب الإرهاب منذ هزيمة "الدولة الإسلامية – داعش"، وفقاً للمعهد.
ولكن اعتباراً من 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية العراق ضمن تصنيف "غير قابلة للسافر"، مشيرة إلى أن الجماعات الإرهابية والمتمردة يهاجمون بانتظام قوات الأمن العراقية والمدنيين.
كما أن الميليشيات الطائفية المعادية للولايات المتحدة تهدد الشركات الغربية في جميع أنحاء العراق: ومثال ذلك قيامها بهجمات بالعبوات الناسفة تحدث في مناطق عديدة من البلاد، بما في ذلك العاصمة بغداد.
4- جنوب السودان
انفصلت الدولة الإفريقية عن السودان وبدأت قيامها كدولة مستقلة في عام 2011، لكن الخلافات المتواصلة بين البلدين جعلت جنوب السودان دولة مضطربة، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.
وبحسب IEP، تعاني الدولة من الانتهاكات ضد المدنيين، بما في ذلك "مستويات مروعة من العنف الجنسي" بشكل خاص.
وقد أجبرت تلك الظروف 4 ملايين شخص على الفرار والنزوح من ديارهم.
كما خسرت الدولة الإفريقية 40% من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب العنف في عام 2020، وفقاً لتقرير معهد التعليم الدولي.
3- سوريا
بعد إحكام نظام بشار الأسد سطوته على البلاد، شهدت سوريا استقراراً نسبياً في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، ازداد التهديد من الإرهاب في سوريا، وعانت البلاد من هجمات متواصلة من قبل داعش والقاعدة في عام 2020، وفقاً لتقرير IEP.
وتلقت سوريا الأثر الاقتصادي الأكثر تدميراً من جراء العنف في البلاد، حيث خسرت نتيجة لذلك 82% من ناتجها الاقتصادي.
كما خلقت حالة الحرب التي استمرت عقداً من الزمان أزمة إنسانية لا مثيل لها في العصر الحديث. إذ تُقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 5.5 مليون شخص- أغلبهم من الأطفال- فروا من سوريا منذ بدء الحرب، فيما أصبحت أكبرت أزمة لاجئين في العالم منذ عقود.
2- اليمن
تتراجع دولة اليمن في معدل تقييم السلام منذ عام 2008، وفقاً لـIEP. حيث أسفرت حرب أهلية بين التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران عن مقتل 100 ألف شخص منذ عام 2015، وفقاً لموقع Council Foreign Relations العالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، يعاني اليمن بشكل متزايد من جرائم العنف. وهناك ما يقرب من 13% من السكان هم من اللاجئين أو النازحين داخلياً من مدينة لأخرى.
وتظهر استطلاعات الرأي أن 51% من الناس في اليمن يعتبرون أنفسهم أقل أماناً وسلامة مما كانوا عليه في الماضي.
وفي استطلاع المخاطر العالمي لمؤسسة Lloyd's Register، الذي أجري في عام 2019، احتلت اليمن المرتبة الأسوأ في العالم من حيث تصور السكان لما إذا ما كانت الحكومة قد قامت بعمل جيد في توفير طعام ومياه آمنين وكهرباء موثوقة للمعيشة اليومية.
1- أفغانستان
ظلت أفغانستان في رأس قائمة الدول الأخطر في العالم خلال السنوات الأربع الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أفغانستان لديها أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الحرب والإرهاب مقارنة بأي دولة أخرى في العالم.
ويأتي ذلك وفقاً لـIEP، حتى قبل انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في الدولة الواقعة في جنوب آسيا والاستيلاء المفاجئ من قبل مقاتلي طالبان في صيف عام 2021.
وقد جاءت أفغانستان الأعلى للتأثير الإرهابي بين بلدان العالم، على الرغم من أن هذا المعدل، إلى جانب الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي، قد انخفض في السنوات الأخيرة.
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، سُمح لعدد قليل من الأشخاص بمغادرة البلاد، ووفقاً لهيومن رايتس ووتش، أعدمت قوات طالبان مسؤولين سابقين، وداهمت منازل الصحفيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.
بالنسبة لتهم العنف في أفغانستان، فقد تسببت في تكبيد البلاد 40% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020. بالإضافة إلى الأعمال العدائية العسكرية، تعاني أفغانستان أيضاً من مشاكل إجرامية خطيرة.
في استطلاع أجرته مؤسسة غالوب لعام 2019، شعر 13% فقط من الأفغان بالأمان وهم يمشون بمفردهم في الليل، وقال 50% منهم إن تعرضوا لسرقة الأموال أو الممتلكات.