قررت منظمة البلدان العربية المصدرة للتبرول "أوابك"، بالإجماع، أن تستضيف سوريا المؤتمر العربي للطاقة في العام 2024، ما يعطي زخماً للتطبيع العربي مع نظام بشار الأسد، الذي قتل معارضيه وتسبب في دمار أجزاء كبيرة من مدن سورية.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن قرار استضافة سوريا للمؤتمر اتُّخذ يوم 9 من الشهر الجاري.
أشار الموقع إلى أن وزراء النفط من منظمة "أوابك" اتفقوا أيضاً في الاجتماع الافتراضي في الكويت، على أنَّ سوريا ستترأس مجلس منتجي الطاقة العرب لمدة عام واحد، ابتداءً من عام 2022، خلفاً للرئيس الحالي، المملكة العربية السعودية.
يأتي هذا بعدما كانت سوريا قد طُرِدَت من جامعة الدول العربية في بداية الثورة بالبلاد، وذلك رداً على الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها نظام الأسد ضد المعارضين لحكمه.
لكن الآن، بعد انحسار القتال وسيطرة الأسد على معظم البلاد، يعيد جيران سوريا تقييم الأوضاع، "مدفوعين بمخاوف من النفوذ الإيراني والتركي"، والتداعيات الاقتصادية والأمنية، وفقاً للموقع البريطاني.
بعض الدول العربية أعادت تقوية علاقاتها مع الأسد، حيث أجرى العاهل الأردني مكالمة هاتفية مع الأسد في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وضغط من أجل تخفيف العقوبات في واشنطن حتى يتمكن اقتصاده الهش من استئناف التجارة مع سوريا.
بدورها، تتواصل الإمارات مع الأسد، وفي وقت سابق من هذا الصيف استؤنفت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وكان لسوريا جناح بارز في معرض "دبي إكسبو 2020″، وزار رجال الأعمال الإماراتيون دمشق لحضور المعارض التجارية.
محللون قالوا لموقع Middle East Eye إنَّ النهج الحذر لدولة الإمارات يجعل قرار "أوابك خطوة مثيرة للاهتمام في جهود إعادة العلاقات مع دمشق".
هوارد شاتز، كبير الاقتصاديين في مؤسسة RAND، قال إن "هذه صفقة كبيرة، وهذا هو الاختبار الأكثر رسمية الذي شهدناه حتى الآن لإعادة دمج السوريين"، لكن قلة هم الذين يتوقعون أن يسمح القرار لدمشق بالانتقال من دولة مزقتها الحرب إلى مركز للطاقة.
لطالما كانت الطاقة الإنتاجية لسوريا صغيرة، ومخزونات النفط والغاز القليلة الموجودة لديها تقع في الشمال الشرقي، في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال البلد مُدمّراً بعد عشر سنوات من الصراع ويخضع لسيطرة عائلة الأسد.
من جانبه، قال جهاد يازجي، رئيس تحرير موقع The Syria Report، لموقع Middle East Eye، إنَّ "الاقتصاد السوري مُدمَّر حقاً"، مع انتشار الفساد في كل جانب من جوانب الحياة.
أضاف يازجي أن "البنوك تكاد لا تعمل ولا تقدم قروضاً كبيرة، بينما رجال الأعمال الذين يمكن أن يكونوا وسطاء مع النظام غادروا البلاد".
كانت الولايات المتحدة قد حذرت مراراً من التطبيع مع نظام الأسد، وانتقدت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، اجتماع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد والأسد، وحث دول المنطقة على التفكير ملياً في "الفظائع" التي ارتكبها الأسد.