قال ناشطون عرب إن المؤتمر الافتراضي الذي استهله الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، حول الديمقراطية مع أكثر من 100 دولة، يتعارض مع سياسة واشنطن المستمرة في دعم الأنظمة الاستبدادية بالشرق الأوسط.
ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، ستركز القمة التي تستمر يومين، على التصدي للاستبداد ومحاربة الفساد وتعزيز حقوق الإنسان، حسبما نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وقف التعامل مع المستبدين
وبعد مناقشة سلسلة من المشكلات التي تواجه الديمقراطية بالمنطقة، في قمة منفصلةٍ الأسبوع الماضي، بعنوان "الديمقراطية أولاً في العالم العربي"، قال المناصرون إنَّ إدارة بايدن بحاجة إلى دعم الديمقراطية من خلال التعامل مع المجتمع المدني وجماعات المعارضة بدلاً من القادة الاستبداديين.
فيما قال منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء: "نقدر جهود الرئيس جو بايدن للدفاع عن الديمقراطية في العالم، ونتمنى للقمة كل النجاح".
وصرّح المرزوقي، الذي حضر قمة الأسبوع الماضي: "كل ما ندعو إليه الدول الغربية عامةً والولايات المتحدة على وجه الخصوص، هو التوقف عن دعم الأنظمة الاستبدادية أو منع شعوبنا من ممارسة الحد الأدنى من حقوقها في الديمقراطية".
وأضاف: "بدعمها لدول مثل مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تروج واشنطن نشر نموذج الحكم الذي يمزج بين الليبرالية والديكتاتورية".
وقالت توكل كرمان، ناشطة يمنية وصحفية وحائزةٌ جائزة نوبل للسلام، خلال المؤتمر الصحفي، إنَّ "دعوة دولة عربية واحدة تؤكد حقيقة أنَّ الولايات المتحدة ترى بوضوحٍ الأنظمة العربية المتبقية من الحكم المطلق إلى الديكتاتورية".
ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة دعم عدد من الدول غير الديمقراطية في المنطقة، من ضمنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتزويدها بصفقات أسلحة بمئات الملايين من الدولارات.
وأشار ماثيو هوه، الزميل البارز بمركز السياسة الدولية، في وقت سابق، إلى أنَّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 30% من الحكام المستبدين في العالم، لكنها مع ذلك توفر وتبيع الأسلحة للـ70% من المتبقين.
العمل مع المجتمع المدني
فيما قال عبد الله العودة، مدير الخليج بمنظمة الديمقراطية الآن في العالم العربي، إنَّ على البيت الأبيض تعزيز العلاقات مع منظمات المجتمع المدني بدلاً من دعم الحكومات الاستبدادية.
وأضاف "العودة"، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني، وهو حزب سياسي سعودي تأسس على المبادئ الديمقراطية ويسعى لترسيخ الحقوق الأساسية للمجتمع السعودي: "منذ فترة طويلة جداً، يتساهل العالم مع الديكتاتوريين؛ لتحقيق ما يراه البعض استقراراً".
وأردف: "من مصلحة السعودية والمجتمع الدولي دعم الجهود الشعبية والعمل مع جماعات ونشطاء المجتمع المدني لتحقيق نظام ديمقراطي مستقر ينقذ البلاد من الانهيار الوشيك من الداخل، لأنَّ العواقب ستكون مدمرة للجميع".