أصبحت كلمة "بوتوكس" من الكلمات الأكثر شيوعاً واستخداماً في يومنا هذا وعلى عكس توقعات الكثيرين، لا يقتصر استخدام البوتوكس على المجالات التجميلية بل يتعداه إلى المجالات الطبية العلاجية.
اليوم ومع تطور الطب، أصبح البوتوكس يُستخدم لعلاج عدد من الحالات الطبية بما في ذلك التشنجات العضلية والتعرق المفرط وفرط نشاط المثانة وبعض أمراض عضلات العين وأيضاً الصداع النصفي المزمن. فقد أثبت البوتوكس أنه يقلل بشكل كبير من تكرار نوبات الصداع النصفي المزمن وحدتها عند الالتزام بالخطة العلاجية مع آثار جانبية قليلة وخفيفة.
تعرَّف معنا في هذا التقرير على فائدة حقن البوتوكس في علاج الصداع النصفي ومدى فاعليتها وكيف يتم تطبيقها.
أولاً، كيف يؤثر البوتوكس على الصداع النصفي؟
البوتوكس هو بروتين سم عصبي يتم امتصاصه من قِبَل الأعصاب في عضلاتك عند حقنه. ويعتقد الباحثون أن هذا البروتين يمكن أن يساعد في منع انتقال المواد الكيميائية المسببة للألم في أعصابك.
هناك ما يكفي من الأدلة القوية على أن هذا الانقطاع يمكن أن يساعد في تخفيف وتيرة آلام الصداع النصفي وشدته، وهو ما تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير لعلاج الصداع النصفي، كما يشير موقع New York Times.
باعتباره سماً عصبياً، يمكن أن يكون البوتوكس خطيراً جداً إذا تناولته عن طريق الفم، حينها يمكن أن يؤدي حتى إلى الشلل.
ولكنه آمن بكميات صغيرة قابلة للحقن عند استخدامه لأهداف علاجية وتجميلية بالتأكيد.
يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل أعراض الصداع النصفي الأخرى، كالغثيان والتقيؤ والحساسية للأضواء والأصوات والروائح.
دراسات عديدة أكدت فاعلية البوتوكس
في تجربتين سريريتين أجراهما العلماء خاضعتين للرقابة في عام 2010 وضمتا أكثر من 1000 بالغ في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا، وجدت كلتا الدراستين أن البوتوكس يقلل من تكرار أيام الصداع.
وقد أكدت الدراسات الأكثر حداثة على مدى العقد الماضي هذه النتائج.
تشير أبحاث عدة منها بحث قامت به جامعة كولن الألمانية عام 2017، إلى أن البوتوكس يمكن أن تقلل من آلام الصداع النصفي عن طريق منع إطلاق المواد الكيميائية المسببة للألم الناجم عن الصداع النصفي المزمن.
كما وجدت دراسة أجراها قسم طب الأعصاب في جامعة كابوديستريان الوطنية في اليونان عام 2018 أن البوتوكس كعلاج للصداع النصفي المزمن فعَّال وآمن وجيد التحمل. ووجدوا أيضاً أنه ساعد في تقليل متوسط عدد أيام الصداع.
بالإضافة إلى أن دراسة أخرى قامت بها جامعة برمنغهام البريطانية عام 2018 أن مادة البوتوكس تساعد في تقليل عدد أيام الصداع النصفي بمعدل يومين في الشهر.
ووجدت مراجعة بحثية فرنسية أجريت عام 2019 أن 3 أشهر من العلاج بحقن البوتوكس ساعدت في منع الصداع النصفي المزمن.
كيف يتم القيام بعلاج البوتوكس؟
إذا قرر طبيبك أن علاج البوتوكس للصداع النصفي المزمن يناسب حالتك، قد تحتاج إلى 30 إلى 40 حقنة في العضلات الموجودة تحت الجلد حول رأسك ورقبتك وجبينك وأسفل الرأس مرة كل 12 أسبوعاً لتخفيف أو منع الصداع النصفي، كما يشير موقع WebMD الطبي.
أما إذا كنت تعاني من ألم الصداع النصفي في مكان معين، فقد تحتاج إلى مزيد من الحقن هناك. ويمكنك رؤية النتائج من 2 إلى 3 أسابيع بعد العلاج الأول.
الحقن غير مؤلمة تقريباً وقد لا تشعر بها على الإطلاق، أو قد تشعر بلسعة صغيرة أو بحرقان خفيف.
لكن يجب التنويه بأنه يجب ألا تحصل على هذا النوع من العلاج بالبوتوكس إلا من طبيب مدرب على إعطاء هذه الحقن للصداع النصفي المزمن بدلاً من التجاعيد أو الاستخدامات التجميلية الأخرى.
ما هي الآثار الجانبية لعلاج البوتوكس؟
تعتبر علاجات البوتوكس للصداع النصفي المزمن آمنة بشكل عام. لكن عندما تحدث الآثار الجانبية، فإنها تكون طفيفة بشكل عام وتشمل ألماً في الرقبة أو تورماً في موقع الحقن وأعراضاً خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا وصداعاً خفيفاً.
يمكن أن يؤدي انتشار البوتوكس من موقع الحقن إلى مناطق أخرى إلى ضعف العضلات في حالات نادرة، وعادة ما يتجنب الأطباء استخدامه في الأشخاص الذين يعانون من حالات ضعف العضلات، وفقاً لموقع Harvard Health Publishing.
في بعض الأحيان، يمكن ملاحظة تدلٍّ مؤقت للجفن أو تغير في تعبيرات الوجه نتيجة فقدان خطوط الجبهة. يمكن تجنب هذه المضاعفات عن طريق تطبيق الحقن اللاحقة في مكان مختلف.