وثّقت كاميرا زرْعَ شرطي إسرائيلي مسدساً في مركبة سائق عربي، وهو ما تسبَّب بقضائه شهراً في السجن، بتهمة حيازة السلاح، قبل الإفراج عنه، حسب ما ذكرته تقارير إسرائيلية الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021.
موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي قال: "أظهر مقطع فيديو بثته قناة تلفزيونية يوم الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول، زرع الشرطة مسدساً في مركبة سائق بدوي، تم إيقافه بعد أن تحدث على هاتفه المحمول أثناء قيادة سيارة غير مرخصة، ما أدى إلى توجيه تهم له أكثر خطورة تتعلق بالأسلحة".
أضاف: "تم احتجاز السائق البالغ من العمر 19 عاماً، وهو من جنوب البلاد، لمدة شهر في السجن، قبل أن يتم إطلاق سراحه السبت الماضي، بعد أن راجع محاميه لقطات الاعتقال التي صورتها كاميرات الجسم (المزروعة على ملابس أفراد الشرطة)".
تابع الموقع: "على إثر ذلك، تم تقديم شكوى لدى وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة، وهي هيئة تابعة لوزارة العدل مكلفة بالتحقيق في انتهاكات مزعومة للشرطة".
فضيحة شرطي إسرائيلي
أشار "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه بعد توقيف السيارة "أبلغ أفراد الشرطة، السابق العربي، بأنه سيتم توقيفه ومصادرة المركبة، ولكنهم قالوا له أيضاً بأنهم سيفتشونها".
قال الموقع أيضاً: "في مقطع فيديو وثّق الواقعة، بالإمكان سماع شرطي إسرائيلي وهو يسأل: أين المسدس؟ وسماع شرطي آخر، على الجانب الآخر من السيارة، وهو يجيب: في محفظة السيارة".
كما أضاف: "بعد لحظات، بدأ شرطي كان يتحدث مباشرة مع السائق في استجوابه حول محفظة السيارة الذي كان ما يزال مغلقاً وحول ما قد يكون بداخله".
تابع: "لا يبدو أن السائق يرد على أسئلة الشرطي. بعد ذلك يقوم شرطي آخر، بعد فتح محفظة، بإظهار المسدس الذي كان ملفوفاً بكيس بلاستيكي أسود لزملائه".
على إثر ذلك "تم إلقاء القبض على السائق وتوجيه تهمة حيازة سلاح ناري فتاك، حيث أشارت لائحة الاتهام إلى أن المسدس بلجيكي الصنع".
قال الموقع: "عندما طلب محامي السائق الاستماع لتسجيلات البث اللاسلكي من المواجهة، قيل له إنه تم محوها، ومع ذلك، فقد تمكن المحامي من الاطلاع على الصور التي التقطتها كاميرات الجسم (التي يتم تركبيها على ملابس أفراد الشرطة)، وفي النهاية أبلغ عمّا اكتشفه في الفيديو".
أضاف: "بعد شهر من وراء القضبان، أُطلق سراح الشاب عندما عُرض على النيابة العامة وقاضي المحكمة المركزية، الدليل المصور، السبت".
التحقيق في الحادث
من جهتها قالت النيابة العامة الإسرائيلية في بيان: "تم تسليم تفاصيل القضية لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة". وأضافت: "عندما يتم تلقِّي نتائج التحقيق، سيتم اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في القضية"، دون مزيد من التفاصيل.
كما نقل الموقع عن الشرطة الإسرائيلية قولها: "فيما يتعلق بالادعاءات، يجب فحصها من قِبَل السلطات المختصة".
فيما استذكر الموقع أنه في عام 2019، رفع رجل من القدس الشرقية، يدعى سالم سليمان، دعوى ضد الشرطة الإسرائيلية لزرعها بندقية في منزله.
أضاف: "اعتذرت شرطة إسرائيل لسليمان، بعد أن تبيَّن أنه خلال الحادثة التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 – التي تم بثها كجزء من سلسلة تلفزيونية حول فرض القانون في المدينة – زراعة عناصر الأمن السلاح في منزله".
إذ يُشكل العرب نحو 20٪ من عدد مواطني إسرائيل الذين تزيد أعدادهم عن 9 ملايين نسمة. وغالباً ما يشتكي المواطنون العرب مما يقولون إنه "تمييز رسمي إسرائيلي" ضدهم.