قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن شركة جوجل الأمريكية روجت على موقعها بشبكة الإنترنت قمصاناً تُمجِّد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجنت من خلال ذلك مزيداً من الأموال، وذلك بعد أيام من تصنيف المملكة المتحدة حركة حماس، بجناحيها السياسي والعسكري، "منظمة إرهابية".
كان البرلمان البريطاني قد صدَّق مؤخراً على قرار وزارة الداخلية تصنيف حركة حماس بأكملها "منظمة إرهابية" بزعم كبح "معاداة السامية".
على أثر ذلك، دخلت الخطوة، التي أعلنتها وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، حيز التطبيق الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتجعل الخطوة من الانتماء إلى "حماس" أو حتى ارتداء ملابس توحي بأنَّ الفرد داعم لها "جريمة جنائية"، ويمكن سجن منتهكي القانون ما يصل إلى 14 عاماً.
لكن رغم هذا، وجدت صحيفة The Independent البريطانية أنَّ عملاق الإنترنت، الذي يمتلك أكثر من 2 مليار مستخدم نشط لخدماته حول العالم، عَرَضَ إعلاناتٍ لقمصان تحمل رسالة "كتائب عز الدين القسام" مُزيَّنة بصورة -على ما يبدو- تُصوِّر أحد مقاتلي الحركة وهو يرتدي معطفاً عليه عَلم فلسطين، في الأيام التي تلت القرار.
فيما تروِّج جوجل، القمصان التي يبلغ سعرها 9.93 جنيه إسترليني (13.14 دولار) -والتي يبيعها موقع آخر- على قمة قسم "التسوق" في محرك البحث خاصتها. حتى إنَّ أحد الإعلانات سلَّط الضوء على وجود "تخفيض في السعر"، مُشيراً إلى أنَّه كان يُباع سابقاً بسعر 19.26 جنيه إسترليني (25.49 دولار).
تلك الإعلانات ظهرت بعد القيام ببحث عن كلمة "Hamas" (حماس) في قسم التسوق بمحرك البحث. وأشارت رسالة بجانب الإعلانات إلى أنَّ جوجل قد حصلت على مبلغ في مقابل عرض هذه الإعلانات.
جاء في نص الرسالة: "منتجات وعروض تطابق بحثك. تحصل جوجل على مقابل من هؤلاء التجار. والمقابل المدفوع واحد من بين عوامل عديدة مستخدمة لترتيب هذه النتائج".
في سياق آخر، ظهرت القمصان أيضاً داخل قسم "التسوق"، الذي يعرض بضائع تُباع على مواقع أخرى، ولو أنَّ البائعين ليس عليهم أن يدفعوا مقابل هذه الميزة.
تراجع سريع لـ"جوجل"
إلا أنه بعد تقديم النتائج التي توصلت إليها صحيفة The Independent، حذفت جوجل الإعلانات والقوائم في غضون ساعات.
من جهته، قال متحدث باسم شركة جوجل: "إنَّنا نحظر الإعلانات أو المنتجات التي تقوم بها مجموعات إرهابية أو تكون مُوجَّهة لدعمها. وفي هذه الحالة، حذفنا الإعلانات والقوائم من منصتنا. إنَّنا نطبِّق سياساتنا بقوة ونتخذ إجراءاتٍ حين تُنتَهَك"، حسب قوله.
يأتي ذلك بعدما نشرت الشركة الأم لـ"جوجل"، شركة Alphabet، أرباحاً فصلية قياسية بلغت 18.93 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول، بعدما تعزَّزت بفضل زيادة في عائدات الإعلان.
بدورها، قالت رئيسة "مجلس نواب اليهود البريطانيين"، ماري فان دير زيل: "من غير المقبول تماماً أن تقبل جوجل إعلانات على منصتها تروِّج مواد تُمجِّد جماعة إرهابية محظورة"، حسب زعمها.
ماري أضافت: "فعلت جوجل الصواب بحذفها الإعلان، لكن في المستقبل لابد أن تتحمَّل مسؤولية التدقيق اللازم في كل المنتجات التي يُعلَن عنها على منصتها".
"سعادة بريطانية"
في حين ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: "نتوقع من شركات التكنولوجيا كبح المحتوى الإرهابي على منصاتها والرد على التهديدات التي تظهر بسرعة. نحن سعداء بأنَّ جوجل تحركت بسرعة للغاية هنا، وسنواصل العمل مع الشركات لضمان بقاء هذا الأمر أولوية".
يشار إلى أن حركة "حماس" أعلنت، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها ستتصدى، قانونياً، لقرار اعتبارها "إرهابية"، وفق ما أعلن عنه عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، خلال ندوة إلكترونية نظمها مركز دراسات اللاجئين الفلسطينيين.
إذ كشف أبو مرزوق أن حركته سترفع قضية عبر محامين ضد القرار البريطاني، مضيفاً: "نعمل مع عدد من الهيئات والتشكيلات لنُبقي خط مواجهة القرار البريطاني فاعلاً". وأكد أن حركته تسعى مع محامين بريطانيين حتى ترسم استراتيجيتها ضد القرار لإلغائه.