كشفت صحيفة The Times البريطانية، السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المهاجرين في أوروبا يتعرضون للاحتيال من المهربين، الذين يخبرونهم بأن قوانين انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي "البريكست" تمنع إرجاعهم إلى أوروبا، وهو ما يشجعهم على المخاطرة واجتياز نهر المانش.
بحسب الصحيفة، فإن مهربي البشر يخبرون المهاجرين وطالبي اللجوء بأنَّ تغييرات القواعد التي صاحبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستمنع إعادتهم إلى دول أوروبية أخرى، وهو ما أكده أشخاص وصلوا على زوارق إلى بريطانيا هذا الأسبوع.
قال أحمد (28 عاماً) من فلسطين: "كثير من ركاب القارب بصماتهم مُسجّلة في أوروبا وفرنسا، لكن المهربين قالوا لنا، لا بأس لأنَّ بريطانيا ليست أوروبا الآن؛ لذا لا يمكنهم اكتشاف ذلك".
أضاف كذلك أنَّ آخرين تحدثوا معه عن "قانون دبلن"، وكيف أنَّ الناس لا يستطعيون العودة إلى الدول الأوروبية من بريطانيا، وأيده آخرون كانوا في نفس القارب برؤوسهم.
استغلال "البريكست"
بحسب الصحيفة، فإن ادعاءات المهربين صحيحة، إذ قبل مغادرة الاتحاد الأوروبي كانت المملكة المتحدة جزءاً من لائحة دبلن 3، التي سمحت للندن بإعادة طالبي اللجوء الذين رُفِضَت طلباتهم إلى الدولة الأوروبية التي وصلوا إليها لأول مرة.
وشاركت المملكة المتحدة أيضاً في قاعدة البيانات الأوروبية التي تحتوي على بصمات أصابع جميع طالبي اللجوء في كل دولة عضو، وتُسجِّل كذلك بصمات الأشخاص المعتقلين على معبر حدودي غير نظامي.
لكن لم يعد بإمكانها الوصول إلى قاعدة بيانات Eurodac؛ ما يزيد من تعقيد تحديد طالبي اللجوء المسجلين في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قال ستيوارت لوك، المحامي وأمين مؤسسة المظلة الكردية الخيرية التي تعمل مع طالبي اللجوء، إنَّ المهربين كانوا على حق.
وقال: "في مثال كلاسيكي على الهجرة عبر إفريقيا وليبيا، كنا نرى باستمرار أفراداً يأتون إلى الساحل في إيطاليا ويُسجَّلون دائماً، وتؤخذ بياناتهم وبصماتهم. وفي الظروف التي يوجد فيها طالبو لجوء بالغون كان يُسمح للمملكة المتحدة بمطالبة إيطاليا باستقبالهم لمعالجة طلب لجوئهم".
أضاف: "وبالتالي في الوضع الحالي لا يوجد ما يثبط الجماعات التي تهرِّب المهاجرين عبر أوروبا وإلى المملكة المتحدة عن الاستمرار في فعل ذلك"، مضيفاً: "قد يكون هناك حافز إضافي، على ما أعتقد، لأولئك الذين فشلوا في طلب اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي".
"الحياة سهلة" في بريطانيا
فيما أشارت جمعيات خيرية وسياسيون سابقاً إلى أنَّ المُهرّبين بالغوا في الادعاءات حول مدى سهولة الحياة في المملكة المتحدة لاستدراج المزيد من الناس للعبور المحفوف بالمخاطر.
تشير التفاصيل الجديدة من طالبي اللجوء إلى أنَّ المُهرّبين ربما يستخدمون معرفتهم بالنظام السياسي لتشجيع الناس على ركوب القوارب.
حيث وصل رياض (45 عاماً) إلى مقاطعة كينت، بعد أن أمضى 12 ساعة على متن قارب من فرنسا. وهو لاجئ من العراق لكنه استقر في السويد منذ عام 2015 مع زوجته وبناته الأربع.
لكنه قال إنه بعد معاناة عدة سنوات للعثور على عمل لإعالة أسرته في السويد، قرر المجيء إلى بريطانيا. ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أنه سيُعَاد إلى السويد، أجاب: "لا، لماذا؟".
وانتشرت بين المهاجرين رسالة مفادها أنه إذا وصل المهاجرون إلى المملكة المتحدة لا يمكن إعادتهم، وأنه من السهل العمل والعيش دون لفت انتباه السلطات، بتشجيع من شبكات المهربين الإجرامية.
وتتفق كل من بريطانيا وفرنسا على أنَّ هذه الرسالة هي أكبر "عامل جذب" للمهاجرين الذين يخاطرون بعبور القناة الإنجليزية (المانش).