قررت مناطق في الصين تمديد إجازة الأمومة 30 يوماً على الأقل، من أجل تشجيع الإنجاب، في بلد يواجه شيخوخة ديموغرافية وتراجعاً في عدد الأيدي العاملة بات يثير قلق قادة البلاد.
كانت السلطات قد بدأت هذا العام بالسماح لجميع الصينيين بإنجاب ثلاثة أطفال، آملة في إنعاش معدل المواليد الذي انهار العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 40 عاماً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
حكومة بلدية بكين، أعلنت الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن النساء سيتمكنّ الآن من الحصول على 158 يوماً من إجازة الأمومة، أي أكثر بـ30 يوماً من قبل.
كذلك أعلنت سلطات شنغهاي، المدينة الأكثر تعداداً للسكان في البلاد (25 مليون نسمة)، إجراءات مماثلة، كما ستستفيد أمهات الطفل الثاني أو الثالث في مقاطعة تشجيانغ الساحلية من إجازة أمومة مدتها 188 يوماً، أو ما يعادل أكثر من 26 أسبوعاً، بحسب ما قالته وكالة الأنباء الصينية الجديدة.
يمنح القانون الوطني إجازة أمومة لا تقل عن 98 يوماً، وتمت مناقشة هذا الموضوع كثيراً أمس الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد رُحب بالمبادرة عموماً، لكنها أثارت تحفظات بعض مستخدمي الإنترنت.
أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير في الصين "ويبو"، قال إن "معدل البطالة بين النساء سيكون أعلى"، لأن الشركات قد تفكر ملياً قبل توظيفهن.
في حين أعرب آخرون عن أسفهم لأن مدة إجازة الأبوة بقيت من دون تغيير في بكين (15 يوماً) وشنغهاي (10 أيام) وتشجيانغ (15 يوماً). وكتب مستخدم آخر على "ويبو": "ستفضل الشركات توظيف الرجال بدل النساء".
الصين تغير سياساتها
تأتي هذه القرارات بغرض التحفيز على الإنجاب، بعد أكثر من ثلاثة عقود من "سياسة الطفل الواحد" التي اتبعتها الصين.
لكن منذ العام 2016 خففت الصين قواعدها، ما سمح لجميع الصينيين بإنجاب طفل ثانٍ ثم ثالث هذا العام.
اتخذت السلطات الصينية عدة إجراءات تحفيزية، من بينها تقديم بعض المناطق حوافز مالية، كما ستتلقى العائلات إعانات شهرية حتى يبلغ أطفالهم عامين ونصف العام، ويمكن أن يصل إجماليها إلى أكثر من 15000 دولار لكل طفل، وفقاً لما أوردته شبكة CNN الأمريكية.
لكن يبدو أن الحوافز التي تقدمها السلطات ليس لها تأثير يذكر على الأسر التي تعاني جراء ارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم والسكن.
كان معدل المواليد في الصين قد انخفض بشكل حاد العام الماضي، بحيث سجل 8.52 مولود لكل ألف نسمة، وهذا أدنى رقم منذ بدأت عملية نشر الإحصاءات الديموغرافية في الصين عام 1978.
يثير هذا الانخفاض قلق قادة الصين الذين لطالما عبّروا عن قلقهم بشأن الاتجاهات الديموغرافية في بلادهم التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.
النمو السريع في عدد السكان المسنين يهدد بخفض النمو، وإرهاق الموارد المالية للأمة، وفيما تتقلص القوى العاملة الحالية والمستقبلية، حذَّر علماء الديموغرافيا من أنّ جائحة كوفيد-19 ستزيد الأمور سوءاً على الأرجح.