عبَّر مسؤولو الصحة العامة في بريطانيا عن القلق الشديد إزاء سلالة جديدة من فيروس كورونا انتشرت مؤخراً في جنوب إفريقيا، لأنها تحتوي على ضعف عدد التحورات في السلالة دلتا، ومن بينها تحورات مرتبطة بتفادي الاستجابة المناعية.
قالت وكالة الأمن الصحي البريطانية، الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن السلالة التي أطلق عليها اسم "بي 1.1.529" تحتوي على ما يسمى "بروتين سبايك" مختلف تماماً عن البروتين الموجود في فيروس كورونا الأصلي الذي صُممت لقاحات كوفيد-19 لمقاومته.
تفادي الاستجابة المناعية
تحمل السلالة الجديدة تحورات من المحتمل أن تتفادى الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.
قال علماء إن هناك حاجة إلى دراسات معملية لتقييم احتمالية أن تسفر التحورات عن انخفاض كبير في فاعلية اللقاحات.
في وقت سابق من الخميس، قال علماء من جنوب إفريقيا إنهم اكتشفوا السلالة الجديدة من كوفيد-19 في أعداد صغيرة، ويعملون على فهم تداعياتها المحتملة.
صرح العلماء في مؤتمر صحفي بأن هذه السلالة تحتوي على "مجموعة غير عادية للغاية" من التحورات، والتي تثير القلق، لأنها يمكن أن تساعد تلك السلالة على تفادي الاستجابة المناعية للجسم وتجعلها أكثر قابلية للانتقال. وعُثر على السلالة الجديدة أيضا في بوتسوانا وهونغ كونغ.
حالات جديدة للسلالة
قالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لم يتم اكتشاف أي حالات لهذه السلالة في بريطانيا، وإن علماءها على تواصل مع زملائهم في جنوب إفريقيا؛ للاطلاع على بياناتهم.
فيما وسَّعت الدول الأوروبية نطاق توزيع الجرعات المعززة المضادة لـ"كوفيد-19″، وبدأت خططاً لتطعيم الأطفال الصغار الخميس، فيما تقاوم القارة زيادة حالات الإصابة، وسط تصاعد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية لهذه الزيادة.
أعلنت حكومة جمهورية التشيك حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، بينما تجاوزت ألمانيا حاجز الـ100 ألف حالة وفاة بالمرض.
فأوروبا في قلب أحدث موجة لجائحة كوفيد-19، حيث ترصد دول القارة مليون إصابة جديدة كل يومين تقريباً، وتسجل حالياً ما يقرب من ثلثي الإصابات الجديدة في أنحاء العالم.
اقترحت المفوضية الأوروبية، الخميس، تلقي سكان دول الاتحاد جرعات معززة إذا كانوا يريدون السفر لدولة أخرى داخل التكتل الصيف المقبل، دون حاجة للخضوع لفحوص أو حجر صحي.
إتاحة جرعات معززة
في فرنسا، أعلنت السلطات أن الجرعات المعززة ستكون متاحة لكل من تزيد أعمارهم على 18 عاماً، بدلاً من قصرها على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً وهؤلاء الذين يعانون من مشكلات صحية أساسية.
تعمل العديد من البلدان على طرح الجرعات المعززة أو توسيع نطاقها، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تريد أن يتم تطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء العالم أولاً بالكامل.
أوصى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس الأربعاء، باستخدام الجرعات المعززة لجميع البالغين، مع إعطاء الأولوية لمن تزيد أعمارهم على 40 عاماً. كما أن هناك توجُّهاً متزايداً لدى بعض الدول الأوروبية لتطعيم الأطفال الصغار.
وافقت الهيئة المسؤولة عن مراقبة الأدوية في الاتحاد الأوروبي، الخميس، على استخدام لقاحي فايزر وبيونتيك لتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة و11 عاماً بجرعات أقل، بعد التصريح باستخدامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً في مايو/أيار. ومن المتوقع أن تصدر المفوضية الأوروبية قرارها النهائي يوم الجمعة.
تستعد بولندا والمجر وجمهورية التشيك لتطعيم الأطفال الصغار بعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية، على الرغم من أن تسليم الجرعات الأصغر لن يكون متاحاً حتى 20 ديسمبر/كانون الأول.
في فرنسا، حيث يتضاعف عدد الإصابات كل 11 يوماً، قال وزير الصحة أوليفييه فيران، إنه سيطلب من الهيئات التنظيمية الصحية دراسة ما إذا كان يجب تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة و11 عاماً.
إغلاق لمدة أسبوعين
دخلت سلوفاكيا، الخميس، في إغلاق مدته أسبوعان، بعد النمسا المجاورة التي بدأت الإغلاق يوم الإثنين، حيث أبلغت الدولة التي لديها أحد أدنى معدلات التطعيم في الاتحاد الأوروبي، عن وضع حرج بالمستشفيات وإصابات جديدة تصدرت الجداول العالمية.
في هولندا بلغ عدد مرضى كوفيد-19 بالمستشفيات مستويات لم تشهدها البلاد منذ أوائل مايو/أيار. وحذَّر الخبراء من أن المستشفيات ستصل لأقصى طاقتها الاستيعابية فيما يتجاوز أسبوعاً بقليل إذا لم يتم احتواء تفشي الفيروس.
في البرتغال، وهي واحدة من أكثر دول العالم تطعيماً لسكانها، أعادت السلطات فرض بعض القيود لوقف زيادة حالات الإصابة بـ"كوفيد-19″. وأمرت السلطات جميع الركاب القادمين للبلد، حتى أولئك الذين تلقوا التطعيم كاملاً، بإظهار فحص سلبي يثبت الخلو من المرض لدى وصولهم.