في أول تعليق جزائري على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، قال رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل "إن زيارة وزير الدفاع الصهيوني إلى المغرب تستهدف الجزائر"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية، الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كما أكد قوجيل تمسك الجزائر بموقفها الثابت إزاء "القضية الصحراوية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مشيراً إلى أن دعم الجزائر للقضية الصحراوية "يستند إلى تاريخ الجزائر الحافل بمناصرة القضايا التحررية في العالم، لكونها شربت من كأس الاستعمار".
تعليقات المسؤول الثاني في الدولة الجزائرية تأتي في أعقاب الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى المغرب، وتوقيعه اتفاقيات عسكرية بين البلدين.
تعاون عسكري بين المغرب وإسرائيل
إذ وقّع المغرب وإسرائيل مذكرة تفاهم دفاعية في الرباط، الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني، الأمر الذي يمهد الطريق للمبيعات العسكرية والتعاون العسكري بينهما، بعد أن رفع البلدان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية في العام الماضي.
قال مصدر اطَّلع على مذكرة التفاهم السرية، الأربعاء، إنها لا تتضمن اتفاقات دفاعية محددة، لكنها تُقدم إطار عمل قانونياً وتنظيمياً لعقد مثل تلك الاتفاقات في المستقبل.
كما قال متحدث دفاعي إسرائيلي إن الوثيقة وقّعها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال زيارة للرباط مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
بينما قال غانتس في مقطع مصوّر نُشر على حسابه على تويتر، بعد أن التقى بلوديي "هذه (خطوة) مهمة للغاية وستسمح لنا بتبادل الأفكار والدخول في مشاريع مشتركة وفتح الباب للصادرات الإسرائيلية (إلى المغرب)".
زيارة إسرائيلية تُقلق الجزائر
كجزء من اتفاق التطبيع الذي وقّعه المغرب وإسرائيل، العام الماضي، اعترفت واشنطن بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، الأمر الذي أثار غضب وحفيظة الجارة الجزائر، التي تدعم الصحراويين وجبهة البوليساريو دبلوماسياً وعسكرياً، وتدعو إلى منحهم الحق في تقرير مصيرهم بإقامة دول مستقلة.
أدى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ودولة الاحتلال، مقابل اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء، إلى تصعيد التوترات بين الجزائر والرباط، حيث نددت الجزائر بـ"الاتفاقيات الهادفة إلى زعزعة استقرارها"، حيث اعتبرت الاتفاق "تهديداً أمنياً مباشراً لها".
ارتفع منسوب التوتر أكثر بين البلدين بعد أن كشفت تقارير أن المخابرات المغربية كانت تتجسس عبر برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي على 6 آلاف رقم هاتف جزائري، من بينها هواتف لمسؤولين سياسيين وعسكريين كبار.
مؤخراً، وصلت الأزمة بين البلدين إلى حد القطيعة، وذلك بعد تصريحات لوزير خارجية إسرائيل يائير لابيد، خلال زيارته للمغرب، في شهر أغسطس/آب الماضي، التي قال فيها إن "دولته تبدي مخاوف من الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، وتقاربها مع إيران والحملة الناجحة للدبلوماسية الجزائرية ضد الاعتراف بدولة الاحتلال كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي".
ردت الجزائر على الوزير الإسرائيلي بالقول إن "المملكة المغربية جعلت من ترابها الوطني قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر".
حول ذلك، تقول الصحافة الإسرائيلية، إن زيارة وزير الحرب الإسرائيلي غانتس -الذي يمكن لمكتبه الموافقة على بيع الأسلحة وأنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة للرباط- من المرجح أن تكون بمثابة إشارة قوة وتهديد لجارتها الشرقية، التي قطعت العلاقات معها مؤخراً بشكل كامل.