متلازمة القولون العصبي (IBS) هي اضطراب مزمن في الأمعاء الغليظة، المعروف أيضاً باسم القولون. ولأن القولون العصبي وسرطان القولون يؤثران على نفس الجزء من الجسم، فإنهما يشتركان في بعض الأعراض الصحية الناجمة عن وجود مشكلة.
يُعد تشخيص القولون العصبي تشخيصاً غامضاً إلى اليوم، فهو لا يتم تحديده بشكل مباشر، ولكن من خلال "الاستبعاد"، إذ يتم الكشف عن كل الأسباب المحتملة الأخرى لوجود مشكلة في المعدة، وفي حال لم يتضح الإصابة بأي منها يكون التشخيص باضطراب القولون العصبي هو الجواب.
لا توجد طريقة مؤكدة لمعرفة الفرق بين القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم وبعض الحالات الخطيرة الأخرى بناءً على الأعراض وحدها. وقد تشمل أعراض القولون العصبي وسرطان القولون والمستقيم ما يلي:
- وجع بطن المزمن.
- التشنجات.
- الإمساك.
- الإسهال.
- تغيرات في حركات الأمعاء.
- الانتفاخ المستمر.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- صعوبة في البلع.
- الألم عند تناول الطعام و/أو الشعور بالجوع.
القولون العصبي مقابل سرطان القولون من ناحية الأعراض والتشخيص
يوضح موقع Cancer Center الأمريكي لأبحاث السرطان، أنه عندما يصاب الشخص بكل هذه الأعراض مجتمعة نسمي الحالة حينها متلازمة القولون العصبي.
وقد يستغرق الأمر زيارة الطبيب وربما بعض اختبارات المتابعة وتحليل البراز للتأكيد، كما قد يتم عمل تنظير للقولون لتحديد ما إذا كان الأمر أكثر خطورة.
والهدف من تلك التحاليل والكشوفات هو البحث عن بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير لوجود خطب ما أكثر خطورة مثل سرطان القولون والمستقيم.
على سبيل المثال، إذا بدأ المصاب في خسارة الوزن بصورة كبيرة دون أسباب واضحة، أو لاحظ وجود دم في البراز.
هذه العلامات الإضافية لا تستبعد متلازمة القولون العصبي، لكنها تزيد من احتمالية وجود مشكلة أخرى أيضاً. وتشمل العلامات التحذيرية المحتملة الأخرى لسرطان القولون والمستقيم ما يلي:
- التقيؤ المستمر.
- الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل، أو الرغبة في التبرز باستمرار.
- براز أصغر حجماً من المعتاد.
- المعاناة من الانتفاخ المستمر وآلام الغازات المتكررة.
- الشعور بالشبع طوال الوقت.
- التعب والضعف العام.
- فقر الدم نتيجة النزيف في البراز.
ويلفت الموقع إلى أنه في حال المعاناة من الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي السالف ذكرها، حاول ملاحظة الحالة بعناية على مدار على الأكثر، لأنها قد تكون أعراضاً للإصابة ببعض العدوى أو الفيروسات.
لكن في حال استمر الوضع قم بزيارة الطوارئ أو طبيب الرعاية الخاص بك، وغالباً ما سيطلب منك إجراء بعض الكشوفات والتحاليل لتأكيد مصدر المشكلة.
عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون:
- الأورام الحميدة في القولون والمستقيم.
- الإصابة بمرض كرون.
- داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP).
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- سرطان القولون الوراثي، المعروف أيضاً باسم متلازمة لينش.
- نقص النشاط الجسدي.
- الحصول على تغذية سيئة معظم الوقت.
- المعاناة من داء السكري من النوع 2.
- التهاب القولون التقرحي.
وبالإضافة إلى الفحص البدني، قد يطلب طبيبك اختبارات الدم والبراز. في حالة الاشتباه في الإصابة بالسرطان، قد تشمل الاختبارات التالية:
- تنظير القولون، إلى جانب خزعة الأنسجة.
- اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للقولون والمستقيم.
يمكن أن تؤكد الخزعة وجود سرطان القولون ويمكن أن تساعد اختبارات التصوير في تقييم ما إذا كان السرطان قد انتشر بحسب موقع Emedicinehealth للصحة والمعلومات الطبية.
هل يمكن أن يتطور القولون العصبي إلى سرطان القولون؟
إن القولون العصبي بكل أعراضه المزعجة ومضايقاته الشديدة لنمط حياة المصابين به، لا يسبب ضرراً طويل الأمد للجهاز الهضمي أو يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى.
وبحسب موقع Healthline الطبي للصحة، وجدت تجربة أُجريت عام 2010 أنه عند إجراء تنظير القولون، لم يكن الأشخاص المصابون باضطراب القولون العصبي أكثر عرضة للإصابة بتشوهات هيكلية في القولون أكثر من الأشخاص الأصحاء، بمعنى أن كليهما امتلك نفس تركيب الأمعاء.
كما وجدوا أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي ليسوا أكثر عرضة للإصابة بالزوائد السرطانية أو سرطان القولون بعد المعاناة من القولون العصبي لفترات طويلة من حياتهم.
سرطان القولون ومشاكل التهاب الأمعاء المزمنة
ترتبط بعض أعراض القولون العصبي وأعراض سرطان القولون أيضاً بمرض التهاب الأمعاء (IBD).
وفي حين أن القولون العصبي والتهاب الأمعاء قد يبدو متشابهين في الأعراض، فإن مرض التهاب الأمعاء هو حالة مختلفة تماماً عن متلازمة القولون العصبي ويشكل خطراً أكبر للإصابة بسرطان القولون.
ويوضح Cancer Center أن أكثر أمراض الأمعاء الالتهابية شيوعاً هي أمراض المناعة الذاتية التي يلتهب بسببها الجهاز الهضمي، وهي التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
وفي حين لا تزيد متلازمة القولون العصبي من خطر الإصابة بالسرطان كما أسلفنا، لكن الالتهاب الذي يصاحب داء الأمعاء الالتهابي قد يعرض الأفراد لخطر أكبر للإصابة بسرطان القولون.
ويوضح طبيب الأمراض السرطانية الأمريكي بانكاج فاشي إن المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء قد يصابون أيضاً بسرطان القولون والمستقيم بشكل مختلف نتيجة الآثار الجانبية المتكررة، ما يسبب تشوهات مجهرية تسمى خلل التنسج.
وتعمل هذه الخلايا ما قبل السرطانية بالظهور في بطانة القولون، وفي هذه الحالة من المحتمل جداً أن يصاب هذا المريض بسرطان القولون بمرور الوقت.
ويتابع الطبيب: "بالنسبة للعديد من هؤلاء المرضى، نوصي بإزالة القولون بالكامل قبل أن يصابوا بسرطان القولون، وذلك في حال بدأوا في إظهار الكثير من الخلايا غير الطبيعية في الدرجة ما قبل السرطانية".
انتبه دائماً للآثار والأعراض المزمنة واستشِر الطبيب أولاً بأول
يجب دائماً أخذ الأعراض على محمل الجد، حتى بين الأشخاص الذين قد يعتبرون ما يعانون منه هو مجرد إصابة بمتلازمة القولون العصبي.
إذ قد يعاني بعض مرضى القولون العصبي، مرات عديدة بسبب الإمساك، من نزيف بسيط. ويفترضون أنها مجرد بواسير، وهذا خطأ كبير. يجب ألا يتجاهلوا أبداً نزيف المستقيم. ولا يهم إذا كان بسبب الإجهاد والإمساك أم لا.
ويلفت Healthline إلى أنه لمجرد أن لديك متلازمة القولون العصبي، فهذا لا يعني أنه يجب ألا تظل منتبهاً وحذراً لاحتمال الإصابة بسرطان القولون.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.