قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 75 شخصاً يُخشى وفاتهم بعد انقلاب قاربهم وسط أمواج البحر العاصفة قبالة سواحل ليبيا، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا في واحدة من أعنف حوادث تحطم السفن هذا العام، وذلك حسبما أوردت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
فقد أُنقذ 15 ناجياً عن طريق الصيادين المحليين وأُحضروا إلى ميناء زوارة في شمال غرب ليبيا، وقالوا إنهم كانوا حوالي 92 شخصاً على متن القارب عندما وقع الحادث في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وأوضحت الصحيفة أن غالبية المتوفين جاءوا من إفريقيا جنوب الصحراء.
فيما يقول عمال الإغاثة إن مهربي البشر يرسلون مئات الأشخاص عبر البحر في فصل الخريف، غير مكترثين بالأجواء العاصفة، وانتهت كثير من الرحلات بحوادث مأساوية.
في هذا السياق، قال فلافيو دي جياكومو، المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة (IOM): "في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري: "وبرغم الطقس السيئ، غادر عدد متزايد من المهاجرين من ليبيا كي يحاولوا الوصول إلى أوروبا. رحلات المغادرة هذه تكون خطيرة حتى عندما يكون البحر هادئاً، ناهيك عن المغادرة في هذه الأسابيع التي ضربت خلالها العواصف وسط البحر المتوسط. من أجل ذلك، وأكثر من أي وقت سابق".
كما أضاف أنه "من المهم أن تكون هناك استجابة فورية لنداءات الاستغاثة. تأجيل عمليات الاستغاثة بما يصل إلى 5 دقائق يمكن أن يحدث فارقاً بين الموت والحياة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص".
تشير التقديرات إلى أن حوالي 1300 شخص حتى الآن فقدوا حياتهم أو صاروا في عداد المفقودين أثناء عبور وسط البحر المتوسط هذا العام. وفي شهر أبريل/نيسان، توفي 120 شخصاً في حادث واحد.
في هذا الخريف بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول، توفي حوالي 170 شخصاً من إفريقيا والشرق الأوسط، بعد أن غمرتهم الأمواج أو بسبب البرودة، وذلك أثناء مرورهم عبر طرق الهجرة الرئيسية لمحاولة الوصول إلى أوروبا.
يقول الخط الساخن للإنقاذ في البحر المتوسط Alarm Phone، الذي يديره متطوعون، إن حوادث تحطم السفن الأحدث كانت "من عواقب سياسة الهجرة الأوروبية القاتلة التي تفعل كل شيء لمنع الناس من الوصول إلى أوروبا، وذلك لا يفعل شيئاً لمنع الغرق المستمر بأعداد كبيرة على طول حدودها".
كما أضاف: "ليست إلا مسألة وقت قبل أن نسمع عن حادث تحطم السفينة التالي، والحادث التالي لذلك. نحتاج إلى تغيير جذري، وإلا سيبقى البحر المتوسط مقبرة سائلة".