رفض فندق ماريوت في العاصمة التشيكية براغ استضافة مؤتمر للنشطاء والقادة من أقلية الإيغور الصينية في الشتات خلال هذا الشهر، بسبب ما وصفه بـ"الحياد السياسي"، طبقاً لما نشره موقع Axios الأمريكي، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
هذا القرار يعكس قدرة الصين المتزايدة على بسط سيطرتها "الاستبدادية" خارج حدودها من خلال التوضيح للشركات أنَّ تجاوز الخطوط الحمراء للحزب الحاكم سيكون ضاراً للأعمال التجارية، بحسب الموقع ذاته.
كانت الصين قد أدانت مؤخراً مؤتمر الإيغور العالمي، الذي سعى لحشد الاهتمام العالمي لجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها في إقليم شينجيانغ.
هذا المؤتمر كان يتكون بالأساس من الإيغور الذين يعيشون في المنفى ويدافعون عن حقوق أولئك الذين بقوا بمنطقة شينجيانغ في غرب الصين، حيث يُحتجَز ما يزيد على مليون شخص بمعسكرات الاعتقال.
فقد اجتمع نحو 200 مندوب من 25 دولة مختلفة، في براغ، خلال الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني، لانتخاب القيادة الجديدة للمنظمة وإجراء مناقشات مع السياسيين والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم. لكن فندق "ماريوت" رفض استضافة المؤتمر.
من جهته، أوضح زمريتاي أركين، مدير البرنامج والمناصرة في مؤتمر الإيغور العالمي، ومقره في مدينة ميونيخ الألمانية، أن منظمي المؤتمر تواصلوا مع العديد من الفنادق؛ للحصول على عروض أسعار، ثم أرسلوا مندوباً لزيارة فندق ماريوت، مضيفاً: "في البداية، لم يذكر الشخص المعلومات الأساسية عن المؤتمر والمنظمة التي تعقده"، ثم طرأت هذه المعلومات خلال الزيارة.
بعد ذلك بوقت قصير، وصل بريد إلكتروني من مدير الفعاليات في الفندق، جاء فيه: "لسوء الحظ، يجب أن أبلغكم أننا غير قادرين على توفير المبنى. لقد تشاورنا في الأمر برمته مع إدارة شركتنا. ولأسباب تتعلق بالحياد السياسي، لا يمكننا تقديم أحداث من هذا النوع بموضوع سياسي. أشكركم مرة أخرى على وقتكم وتفهمكم".
مؤتمرات وفعاليات سياسية
يأتي ذلك بينما تستضيف فنادق الماريوت كثيراً مؤتمرات وفعاليات وحفلات تبرعات سياسية.
بدوره، أوضح المتحدث باسم ماريوت، في بيان، أنَّ استضافة المؤتمر لم تكن لتنتهك أي سياسة "حياد سياسي"، وقال إنَّ الإشارة إلى "إدارة الشركات" في البريد الإلكتروني تشير إلى "إدارة على مستوى الفندق".
المتحدث أضاف: "نحن نعمل مع فريق الفندق لتوفير تدريب وتعليم إضافيين حول ممارسات الدمج الطويلة لدينا".
غضب صيني
في السياق، أدانت بشدةٍ السفارة الصينية في براغ، قبيل المؤتمر، الساسة الذين شاركوا في تلك الفعالية.
رداً على ذلك، قال عمدة براغ، زدينيك هويب، الذي حضر المؤتمر: "سمعت أن الصين غير راضية عن هذا المؤتمر الذي يُعقد هنا في براغ. حسناً، أنا غير سعيد بوجود دولة في عام 2021 بها معسكرات اعتقال".
يشار إلى أن شركة ماريوت الدولية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تمتلك تاريخاً من التوترات التي تشمل الصين، أكبر أسواقها الدولية.
ففي عام 2018، أصدرت الشركة اعتذاراً بالغاً بعدما أغلقت السلطات الصينية موقع الحجز الخاص بها، بسبب استبيان عبر الإنترنت أدرج التبت وتايوان وهونغ كونغ وماكاو على أنها دول، وليست مناطق في الصين، وقالت: "نحن لا ندعم الجماعات الانفصالية التي تقوّض سيادة ووحدة أراضي الصين".
كما أنها فصلت في العام نفسه موظفاً مقيماً بالولايات المتحدة استخدم حساباً للشركة على تويتر لإبداء الإعجاب بمنشور من مجموعة مؤيدة للتبت.