عندما تتقد نيران الحب، كل شيء في سبيل كسب قلب المحبوب يصبح مباحاً مهما كان خطيراً أو غريباً، فالحب يصنع المعجزات!
لكن أحياناً قد تكون استمالة بعض القلوب مهمة صعبة وقد لا يكون للمحب طاقة للصبر متلظياً بنار الشوق والرغبة. لذلك لجأ العشاق على مر العصور إلى عقاقير الحب السحرية لكسب القلوب أو استعادة حبيب هجر أو تغيّر.
من الديدان المهروسة مع الأعشاب القاتلة إلى الكعك المصنوع من عرق الإنسان، تعرَّف معنا على أغرب خلطات وعقاقير الحب وأكثرها إثارةً للاشمئزاز على مر التاريخ.
"كعكة الحب" المصنوعة من العرق
الحب من طرف واحد معادلة معقدة، لكن حلها قد يكون ممكناً وسهلاً مثل تحضير كعكة وخبزها. لكن خلطة "كعكة الحب" غريبة ومثيرة للاشمئزاز؛ فقد كانت تحتوي على مكونات بشرية!
في العصور الوسطى، عندما يريد شخص أن يجعل شخصاً آخر يقع في حبه، كان يقوم بخبز كعكة دون ارتداء أي ملابس، ثم يفرك العجين بأكمله بمناطق مختلفة من جسمه، حتى الإبطين، من أجل امتصاص عرقهم في الكعكة. كما يمكن أن يضيفوا الدم وسوائل الجسم الأخرى وقطع من الجلد والشعر لمفعول أكبر.
بعد ذلك يقوم الشخص بخبز الكعكة وإطعامها لمن يحب حتى يهيم بدوره في حبه بفضل قوة العرق.
الذبابة الإسبانية لإشعال الرغبة
منذ زمن الإغريق القدماء تم استخدام الحشرة القاتلة المعروفة باسم الذبابة الإسبانية في جرعات الحب.
كانت الحشرة الزمردية الخضراء سامة وخطيرة بشكل لا يصدق، وكان يتم سحقها مع الأعشاب وتحويلها إلى مقويات جنسية. وقد كان يعتقد أن الشعور بالدفء الذي يسري في الجسم بسبب الالتهاب الناتج عن تناولها هو ازدياد في مشاعر الرغبة.
وكان يُشاع أن الإمبراطور الروماني فرديناند الثاني لجأ لها بعد وفاة زوجته الأولى إيزابيلا وزواجه الثاني من جيرمين. فقد أراد فرديناند أن يكون له وريث ولكن بسبب تقدمه في السن لجأ إلى تناول الكثير من العقاقير والخلطات المشبوهة التي سببت تدهور صحته وأودت بحياته عام 1516.
أعناق السحلية وذيلها في التعاويذ والجرعات
من المعروف أن أجزاء الحيوانات استخدمت في الطب والسحر لعدة قرون. لكنّ الأمريكيين الأصليين استخدموا أذيال السحالي في صنع جرعات لإشعال الحب.
أما التعاويذ النيجيرية التقليدية فقد استخدمت أعناق السحالي التي كان يتم خلطها بأظافر الأصابع ودم الأفعى وشعر السحرة لتحضير خلطة يتم طبخها وشربها وهي لا تزال ساخنة.
استخدامات غير رومانسية للزهور
لطالما ارتبطت الأزهار بالرومانسية، لذا فليس من المستغرب أن يلجأ إليها العشاق اليائسون عندما يريدون الوصول لقلب من يحبون.
لكن يبدو أن للزهور استخدامات غير محدودة وغريبة عندما يتعلق الأمر بالحب. فقد كانت إحدى الطرق الشائعة هي زرع الأقحوان في الطريق التي يمر منها المحبوب لاستمالة قلبه.
أما في العقاقير الهندية القديمة فكان نبات الداتورة المزهر مكوناً شائعاً لإثارة للشهوة الجنسية، على الرغم من أنها مادة مهلوسة قاتلة.
وفي اليونان تم اختيار نوع واحد من الأوركيد، المعروف باسم Satyrion، لخصائصه السحرية المزعومة في إشعال نيران الحب. ولكثرة استخدامه انقرض ولم يعد موجوداً اليوم.
كما ألف الكيميائي والكاتب الألماني والقديس ألبرتوس ماغنوس كتاباً عن وصفات الحب التي يمكن تحضيرها عن طريق سحق الديدان ومزجها مع أنواع من الزهور والأعشاب.
وقد زعم في إحداها أن المودة بين الرجل والزوجة يمكن أن تنشأ عن طريق تناول خلطة من الديدان المسحوقة مع زهرة العناقية.
الديدان وسوائل الجسم والنار
في القرن السابع عشر تمت إدانة عدد كبير من النساء لاستخدامهن جرعات الحب في المكسيك وبيعها.
فقد كانت النساء تشتري مكونات مشبوهة من السكان الأمريكيين الأصليين، ويجمعون الأعشاب والديدان المقلية أو المسحوقة وسوائل الجسم ويقومون بتحضير مزيج منها في طقوس تطلبت استخدام النار والدخان.
كانوا يعدون الجرعة ثم يفركونها على صدر الرجل النائم أو يضعونها في طعامه، أو يقومون بكليهما لمفعول أكبر.