كشفت صحيفة "The Times" البريطانية تفاصيل وُصفت بـ"الصادمة" عن المشتبه به في تنفيذ "تفجير ليفربول"، عماد السويلمين (32 عاماً) مشيرة إلى أنه اعتنق الدين المسيحي عام 2017، ومنذ ذلك الوقت أطلق على نفسه اسم أنزو ألميني.
كانت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، قد قالت الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن بلادها رفعت مستوى التهديد الأمني الذي يمثله "الإرهاب" إلى "شديد"، وذلك إثر الانفجار الذي وقع في سيارة أجرة بمدينة "ليفربول" التابعة لمقاطعة "مرزيسايد" شمال غربي إنجلترا، وأسفر عن مقتل شخص، وإصابة آخر.
شخص غير معروف للمخابرات
بحسب الصحيفة البريطانية، لم يكن المشتبه به في انفجار ليفربول معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات، لكنه كان معروفاً لدى الشرطة، حيث حاول الانتحار بعد رفض طلب لجوئه.
وصل السويلمين إلى المملكة المتحدة في عام 2014، لكن قضيته الأصلية للجوء رُفضت لأن المسؤولين اعتقدوا أنه أردني وليس سورياً، كما ذكر.
السويلمين أخبر المسؤولين في بريطانيا بأنه من أب سوري وأم عراقية، وأنه وُلد في العراق بالقرب من الحدود السورية، وادعى أنه جاء إلى المملكة المتحدة بعد أن أمضى بعض الوقت مع أقاربه في دبي.
في نهاية عام 2014، تم تشخيص إصابته بأمراض عقلية بعد محاولته الانتحار في وسط ليفربول وتم القبض عليه بتهمة التلويح بسكين كبيرة، فأصبح معروفاً لدى الشرطة، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
بعد العلاج، ذهب السويلمين إلى الكاتدرائية الأنجليكانية في ليفربول في أغسطس/آب 2015، وهناك التقى الزوجين المسؤولين فيها، مالكولم هيتشكوت (77 عاماً) وزوجته إليزابيث.
أخبر السويلمين الزوجين بأنه مهتم بالتحول إلى المسيحية، ودخل في دورة بالفعل عن أساسيات العقيدة المسيحية مصممة لغير المسيحيين، وأكملها في نوفمبر/تشرين الأول 2021، من نفس العام، بحسب هيتشكون، الذي كان يساعد في تنظيم دروس في الكتاب المقدس لطالبي اللجوء، بعد تقاعده من الجيش الذي خدم فيه لمدة 24 عاماً.
في مارس/آذار 2017 تحول السويلمين بالفعل إلى المسيحية حيث تم تعميده في نفس الكاتدرائية، وفي مايو/أيار من نفس العام غير عماد اسمه إلى إنزو ألميني، تكريماً لأسطورة سباق السيارات الإيطالي، إنزو فيراري، بحسب صحيفة "The Guardian".
بحسب الصحيفة، يبدو أن السويلمين أصبح مقرباً من الزوجين هيتشكوت حتى أنهم عرضوا عليه العيش معهم في منزلهم بعد أن اختلف مع زملاء له في السكن في شمال ليفربول.
حيث نقلت عن هيتشكوت قوله: "لم يكن لديه أحد، ولم يكن يحق له الحصول على سكن من قبل وزارة الداخلية، لكنهم وفروا له منزلاً لفترة وجيزة لكنها انتهت بعد ستة أشهر".
مركبة أجرة
صباح الأحد يوم الحادثة، استدعى سويلمين سيارة أجرة لتقله من روتلاند أفينيو إلى مستشفى النساء في ليفربول.
في الحادية عشرة صباحاً، انفجرت سيارة الأجرة خارج مدخل المستشفى، وتمكن السائق، ديفيد بيري، من الهرب بإصابات طفيفة.
بعد اكتشاف أن سويلمين قد تم التعرف عليه على أنه الانتحاري، أعرب هيتشكوت بأنه لم يتخيل ذلك للحظة، "كان مهذباً وهادئاً".
وقال هيتشكوت: "عاش هنا مدة ثمانية أشهر وكنا نعيش جنباً إلى جنب. لم أشعر أبداً أن هناك خطباً ما"، مؤكداً أنه "مصدوم".
وأكد لصحيفة تلغراف: "كان هادئاً جداً، واعتدت أن أصلّي يومياً لمدة نصف ساعة في غرفة المعيشة برفقته. لا أعتقد أنه كان يدّعي الإيمان"، وأضافت زوجته: "لقد أحببناه".