حذَّر عدد من الطلاب في جامعة إكستر البريطانية، من أن تصبح مؤسستهم "متواطئة في الإبادة الجماعية الثقافية"، بسبب علاقتها مع جامعة تسينغهوا، التي بدأت منذ عشر سنوات، وأضافوا أن الجامعة الصينية تستعين بأكاديميين يُعتبرون "مهندسي أيديولوجية" قمع الإيغور.
صحيفة The Times البريطانية أوضحت في تقرير، الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أن أكاديميين بارزين في تسينغهوا، التي تعتبر "أوكسبريدج الصين"، قد وضعوا الأسس الأيديولوجية لسياسات الدمج القسري.
كما تعرضت تسينغهوا لانتقادات لتسهيلها عمل هو أنغانغ، خبير الاقتصاد والسياسة البارز، وهو ليانهي، الباحث في مكافحة الإرهاب الذي أصبح مسؤولاً بارزاً في الحزب الشيوعي الصيني.
أكاديميون متهمون بقمع الإيغور
كان هو أنغانغ، مدير معهد الدراسات الصينية المعاصرة بالجامعة، قد دعا إلى إنشاء "عِرق موحد" في الصين، ومن المعروف أن له تأثيراً كبيراً بين المكاتب السياسية للحزب الشيوعي الصيني.
كتب الأكاديميان عن فشل دول أخرى متعددة الأعراق، واقترحا تدخل الحكومة للقضاء على الاختلافات العرقية، ودمجها في "عِرق واحد".
تبنى الحزب الشيوعي الصيني ما لا يقل عن سبعة إصلاحات سياسية مهمة اقترحها هو أنغانغ، وفقاً لمؤسسة جيمس تاون الفكرية، وهو ما يشير إلى أن أفكاره عن إصلاح السياسة العرقية ربما تكون قد حظيت "بآذان مصغية".
كما كشف طلب حرية معلومات قدمه الطلاب في إكستر، أن أكاديمياً من كلية العلوم الإنسانية في الجامعة التقى بهو أنغانغ عام 2016 أثناء إلقائه محاضرة في تسينغهوا.
شراكات مع جامعات غربية
أقامت تسينغهوا شراكات مع جامعات غربية رائدة أخرى، مثل أكسفورد وكامبريدج وإمبريال وهارفارد وييل. وقد توجت أفضل جامعة في آسيا هذا العام في تصنيف الجامعات العالمية. ويُعتقد أنها وفرت موارد لجامعة إكستر تُقدَّر قيمتها بعشرات الآلاف من الدولارات.
تقول رحيمة محمود، وهي إيغورية هربت من الصين وتتولى الآن إدارة مشروع المملكة المتحدة في منظمة المؤتمر الإيغوري العالمي ومستشارة التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، إن على جميع الجامعات البريطانية مراجعة علاقاتها مع تسينغهوا، وأضافت أن هذه الشراكات "تجعل الدماء تغلي في عروقي".
بدأ طلاب جامعة إكستر المرتبطون بحملة الطلاب من أجل الإيغور في مراجعة العلاقة بين جامعتهم وتسينغهوا هذا العام، بعد إعلان الجامعتين عن منصب كرسي مشترك جديد.
كشف طلب حرية المعلومات أن الجامعتين وقعتا مذكرة تفاهم، وجددتاها غير مرة عام 2011 "لتسهيل مشاركة بحثية أعمق في عدد كبير من التخصصات الأكاديمية".
في إطار هذه الاتفاقية، تعاونت الجامعتان في مجالات تشمل القيادة والهندسة وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي.
جامعة إكستر توضح
بينما قالت متحدثة باسم جامعة إكستر: "لم يتعاون أحد في الجامعة مع هو أنغانغ أو هو ليانهي، ولم يتعاون باحثو الجامعة مع باحثي تسينغهوا في مسائل العرقيات، سواء كانت تلك العرقيات في شينجيانغ أو في الصين أو في أي مكان آخر".
أضافت: "قبل الدخول في أي تعاون جديد، تتخذ جامعة إكستر إجراءات الحيطة الواجبة وتحرص على اتباع أحدث اللوائح والتوجيهات الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة وجامعات المملكة المتحدة".
أردفت قائلة: "وعلى غرار جامعات المملكة المتحدة الأخرى، تتعاون جامعة إكستر مع مجموعة واسعة من الجامعات على مستوى العالم -ومنها جامعة تسينغهوا- في التحديات العالمية مثل علوم المناخ والصحة العامة".