هناك العديد من أوضاع النوم المختلفة، لكن تأثيراتها ليست متساوية. بل في الواقع، هناك وضعية نوم بعينها يرى خبراء النوم بالإجماع تقريباً أنها الأسوأ لصحتك، ولهذا يجب تجنبها.
ما هي وضعية النوم الأسوأ؟
يتميّز وضع النوم على المعدة (البطن)، المعروف باسم وضع "السقوط الحر"، عادةً بالاستلقاء على المعدة مع رفع ذراعيك للأعلى حول أو تحت الوسادة والاستلقاء بأحد جانبي الوجه على الوسادة.
لكن النوم على المعدة يعني عدم استقامة العمود الفقري، بحسب أخصائي النوم الدكتور مايكل بريوس.
بدوره قال خبير تقويم العظام بي جي هارديك، لموقع Mind Body Green الأمريكي: "لم أشاهد من قبلُ شخصاً ينام بهذا الوضع ويمتلك رقبةً رائعة".
لماذا هي مسألةٌ مهمة؟
كما أوضح بريوس، فإن وضعية النوم الجيدة تعني أن يكون العمود الفقري مُصطفاً بالشكل الصحيح، كما يجب أن تكون انحناءات الرقبة ومنتصف وأسفل الظهر في وضعها الطبيعي.
وأضاف: "حتى تكون هذه المنحنيات في وضعها الطبيعي أثناء النوم، يجب أن يحصل الجسم بالكامل على الدعم. ووضعية النوم الجيدة تسمح بالحفاظ على تلك الانحناءات طوال الليل: بدون طقطقة الرقبة، أو تدلّي أسفل الظهر، أو التحميل على منتصف الظهر".
ولكن حين تستلقي على معدتك، يميل رأسك في كل الحالات تقريباً إلى أحد الجانبين، مما يزيد الضغط على أربطة الرقبة، بحسب هارديك. وحينها لن يكون الشعور جيداً في الصباح.
لذا، فإنّ النوم على الجانب أو الظهر مع وسادةٍ طبية داعمة خيارٌ أفضل بكثير للعمود الفقري، مما يحسّن جودة النوم عموماً.
ومن الوسائل الأخرى لتعزيز النوم بشكلٍ أفضل وأعمق: الحفاظ على برودة وظلام غرفة النوم، وتجنّب الوجبات الثقيلة والكحوليات في منتصف الليل، وتناول مكملات الاسترخاء في وقت النوم.
حسنات وفوائد أوضاع النوم المختلفة
النوم على الظهر
من النادر جداً أن تنام على ظهرك، فقط 8% من الناس يفعلون ذلك. إلا أن هذه الوضعية تمنع آلام الرقبة والظهر. فالاستلقاء على الظهر يحافظ على الرأس والعنق والعمود الفقري في وضع محايد، ويزيل الضغط الإضافي على المفاصل في تلك المناطق.
العيب الرئيسي للنوم على ظهرك هو أنه يزيد من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم مقابل النوم على الجانب، حسب ما نشره موقع Live Healthy.
النوم على الجانب
عكس النوم على الظهر، فإن النوم على الجانب يقلل من أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم ويمكن أن يخفف من الشخير.
والنوم بشكل جانبي وبظهر مستقيم، يحافظ على محاذاة العمود الفقري، مما يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بآلام العمود الفقري والرقبة.
في المقابل، تضغط هذه الوضعية على الورك الذي تستلقي عليه، ويمكن تخفيف ذلك عن طريق وضع وسادة ناعمة أو بطانية مطوية بين الركبتين.
النوم في وضعية الجنين
يُعد وضع الجنين أكثر أوضاع النوم شيوعاً إلى حد بعيد، حيث يلتف نحو 40% من الأشخاص على جانبهم ليلاً.
ووضع الجنين يحافظ على العمود الفقري محايداً، مما يساعد على منع آلام الظهر.
ورغم أن هناك بعض الجوانب السلبية للنوم في وضع الجنين، فإن هناك جانباً جديراً بالملاحظة: يؤدي الالتفاف بشدة طوال الليل إلى تقييد التنفس والشعور بالألم.
إذا وجدت أنك تعاني من الأوجاع والآلام عند الاستيقاظ، فحاوِل فرد جسمك في المرة القادمة التي تنام فيها.
وفي نهاية المطاف، ورغم أن الإنسان يغفو في وضع معين، فمن غير المرجح أن يبقى عليه معظم الليل. يتحرك معظم النائمين من 10 إلى 12 مرة في الساعة أثناء النوم، مما يعني أن الوضعية ستتغير عدة مرات في الليلة الواحدة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.