قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن المملكة لا تعتزم التعامل مع الحكومة اللبنانية حالياً، في أحدث تطوّر في خلاف عميق بين البلدين، ظهر على السطح مع تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، اعتُبرت مسيئة للرياض.
وزير الخارجية السعودي قال في مقابلة مع قناة فرانس 24 التلفزيونية: "لا نرى أي فائدة من التواصل مع الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة الزمنية".
كما كرّر الأمير فيصل بن فرحان آل سعود دعوة الطبقة السياسية إلى إنهاء "هيمنة" جماعة حزب الله اللبنانية، المتحالفة مع إيران.
أزمة تصريحات قرداحي
مرت 3 أسابيع تقريباً على تصاعُد الأزمة بين السعودية ودول الخليج من جهة، ولبنان من جهة أخرى، وذلك إثر تصريحات اعتبرتها الرياض ودول الخليج مسيئة لها، أطلقها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ضمن مقابلة مع برنامج "برلمان شعب"، بُثت الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعا فيها إلى ضرورة توقف الحرب في اليمن، لأنها "عبثية ومؤذية".
قرداحي اعتبر خلال المقابلة نفسها أنّ "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد ما قال إنها اعتداءات السعودية والإمارات"، داعياً إلى ضرورة وقف الحرب.
على إثر ذلك، قررت السعودية سحب سفيرها من بيروت، وإمهال سفير الأولى لديها للمغادرة خلال 48 ساعة، ووقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.
تبعت السعودية كل من الإمارات والكويت والبحرين، بسحب سفرائها من بيروت، ومطالبة مواطنيها بمغادرة لبنان في أقرب وقت.
من جانبه، قال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة، إن على قرداحي تحكيم ضميره واتخاذ القرار المناسب، لكنَّ مقربين من وزير الإعلام قالوا إنه لن يستقيل، بينما قال آخرون إنه ربط استقالته بالحصول على ضمانات من السعودية.
فيما قال ميقاتي إن المواقف الشخصية لوزير الإعلام أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قِبَل دول الخليج، وأضاف: "مخطئ من يعتقد أنه يستطيع أن يأخذ لبنان بعيداً عن عمقه العربي".
كما وجّه رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، رسائل إلى دول الخليج، فقال: "إننا جاهزون بقلب منفتح للحوار مع أشقائنا، وعازمون على معالجة ملف العلاقة مع السعودية ودول الخليج، ضمن المسارات السليمة".