قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن كوريا الشمالية أعلنت تجريم قراءة الأخبار عن الأشخاص الذين استهدفهم نظام زعيمها الأعلى كيم جونغ أون، بالتطهير أو الإعدام.
وهو إجراء يذكِّر برواية 1984 لجورج أورويل، إذ يحظر قانون الأيديولوجيا الرجعية ورفض الثقافة، الذي طُرِح قبل 11 شهراً، الكتب والموسيقى والأفلام وبرامج التلفزيون، وحتى المفردات العامية من كوريا الجنوبية؛ في محاولة للقضاء على التأثير المتزايد لجارة بيونغ يانغ الثرية والديمقراطية. ووجد الباحثون الآن أنه يحظر أيضاً التقارير الكورية الشمالية التي أعيدت كتابتها أو أزيلت منذ ذلك الحين، لاستبعاد الأفراد المسيئين للحكومة أو الذين سببوا لها إحراجاً، من التاريخ.
تسريب نسخ من القانون
سُرِّبت نسخ من جزء من القانون، الذي لم يُنشَر، للمنشقين في سيول. وإضافة إلى تجريم المواد الإباحية والمواد "الخرافية" مثل الأناجيل، فإنه يجرّم توزيع المواد "الموقوفة على الصعيد الوطني" وعرضها.
يُعاقَب على الجريمة بالحبس ثلاثة أشهر أو أكثر مع الأشغال الشاقة. ويمكن أيضاً تغريم المخالفين من 10000 إلى 50000 وون كوري شمالي (دولاران إلى 10 دولارات بسعر السوق السوداء).
في رواية أورويل الدستوبية (المدينة الفاسدة) عن بريطانيا الشمولية في المستقبل القريب، أعاد البطل، وينستون سميث، كتابة المقالات في صحيفة The Times، مع إزالة الإشارات إلى ما يُطلق عليهم "غير الأشخاص". ويحدث شيء مشابه في كوريا الشمالية حالياً، على الأقل استناداً إلى النسخ الإلكترونية لوسائل الإعلام الحكومية المتاحة للتدقيق خارج البلاد.
في عام 2013، أُعدِم تشانغ سونغ ثيك، مساعد كيم المقرب وعمه بالمصاهرة، بعد "اعترافه" بارتكاب جرائم تضمنت التخطيط لانقلاب، ونشر مواد إباحية، والفشل في التصفيق بحماسة والتسبب في وضع نُصب تذكاري لتكريم كيم "في زاوية مظللة".
حذف جميع المقالات
في غضون ساعات، حذفت صحيفة Rodong Sinmun (جريدة العمال) وبوابة Uriminzokkiri الإلكترونية، جميع المقالات التي تذكره تقريباً. واستُبعِد أيضاً من التقارير التلفزيونية.
حدثت إعادة كتابة مماثلة للتاريخ بعد عملية التطهير بحق باك نام جي، مسؤول مالي كبير أشرف على رفع قيمة العملة لمستويات كارثية في عام 2009، ورئيس الأركان السابق للجيش الشعبي الكوري ري يونغ هو، اللذين اختفيا عن الأنظار في عام 2012.
إضافة إلى ذلك، يفرض القانون عقوبات قاسية على من يُقبَض عليهم وهم يشاهدون أو يستمعون أو ببساطة يمتلكون "أفلاماً أو تسجيلات أو منشورات أو كتباً أو أغاني أو رسومات أو صوراً من كوريا الجنوبية". وحتى غناء أغنية كورية جنوبية أو طباعة نص بخط كوري جنوبي يمكن أن يُعاقَب عليه بالأشغال الشاقة لمدة عامين.
كما يُعرِّض المتاجرون في مثل هذه المواد المهربة أنفسهم للإعدام أو السجن مدى الحياة. وفي الماضي، كانت هذه المواد تتدفق بسهولة عبر الحدود البرية المليئة بالثغرات مع الصين، لكن يبدو أنَّ السلطات استغلت حملة القمع على نقاط العبور أثناء الوباء لخنق التهريب.
من جانبه يقول مارتين ويليامز، الباحث بكوريا الشمالية على الموقع العلمي 38North: "يمثل هذا القانون الجديد خطوة مهمة في العقوبات. وبالنظر إليه في ظل القيود الحدودية المتزايدة، يتبين أنَّ الدولة قد استفادت من جائحة كوفيد-19 لإحكام قبضتها على الشعب الكوري الشمالي".