تسود حالة من الغضب بين المسلمين في الهند بعد وفاة عامل مسلم يبلغ من العمر 22 عاماً في مركز للشرطة بولاية أوتار براديش، بعد استدعائه للاستجواب بشأن زعم باختطاف فتاة هندوسية قاصر، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ادعت الشرطة الهندية أن الشاب المسلم محمد ألطاف الذي كان يبلغ من العمر 22 عاماً، انتحر في دورة مياه بينما تقول عائلته إنه قُتل في الحجز بعد تعرضه للتعذيب.
الشرطة الهندية تزعم الانتحار
قالت الشرطة في بيانها الأولي إنَّ ألطاف مات منتحراً في الحمام باستخدام حبل مربوط بصنبور بعدما طلب استراحة أثناء الاستجواب، وأضافت أنَّ تقرير التشريح ذكر الاختناق سبباً للوفاة.
روهان برامود بوتري، مدير الشرطة في كاسجانج أوضح: "أثناء التحقيق، طلب [ألطاف] من رجال الشرطة استخدام دورة مياه. وبعدما أُخِذ إلى واحدة مغلقة، شنق نفسه في صنبور باستخدام رباط غطاء سترته".
مع ذلك، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي ظهرت من مركز الشرطة لاحقاً أنَّ المسافة بين الأنبوب والأرض كانت أقل بكثير من إمكانية حدوث ذلك؛ إذ ذكر تقرير صحيفة Times of India أنها أقل من ثلاثة أقدام؛ مما أثار تساؤلات حول مزاعم الشرطة.
عائلته تؤكد تعرضه للتعذيب
زعمت أسرة ألطاف أنَّ جسده مصاب بجروح ظاهرة. وقالت والدة العامل البالغ من العمر 22 عاماً لموقع الأخبار الرقمي NewsClick: "ابني أصيب بجروح عميقة في الرأس وتورّمت قدماه. نحن نطالب بتحقيق العدالة!".
نقلت صحيفة Times of India عن عمة ألطاف، مبيينا، قولها: "كانت علامات التعذيب واضحة على رأسه ورجليه. كنت قد سألت الشرطة بشأن ثقب في رأسه. وكان هناك تورم في وجهه ورجليه. وتضغط الشرطة على والديه لعدم التحدث إلى وسائل الإعلام… لقد تعرض للضرب المبرح".
غضب بين المسلمين في الهند
طالب العديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، خاصة من المسلمين في الهند، حكومة ولاية حزب بهاراتيا جاناتا القومية الهندوسية، باستخدام وسوم مثل #UP_police_murdered_Altaf و #WeDemandJusticeForAltaf. كما طالب نشطاء وأحزاب معارضة بفتح تحقيق.
كما غرّد المعلق ومقدم المدونة الصوتية جاس أوبروي: "ألقت شرطة أوتار براديش القبض على ألطاف، وعرضته للتعذيب. وبعدما توفي في الحجز، خرجت الشرطة بقصة انتحار. يؤكد أقاربه أنهم رأوا إصابات خطيرة في رأسه وبقية جسده. كيف من الممكن أن يكون قد ضرب ألطاف نفسه؟". قالت الشرطة في بيان لاحق إنَّ خمسة من رجالها أوقفوا عن العمل بسبب الإهمال في أعقاب الحادث. ومع ذلك، لم ينته الغضب على الشبكات الاجتماعية بشأن الوفاة أثناء الاحتجاز.
يذكر أنَّ ولاية أوتار براديش سجلت أكبر عدد من الوفيات أثناء الاحتجاز في الهند عند 1295 وفاة بين عامي 2018 و2021، وفقاً لبيانات حكومية. وتوفي ما يصل إلى 5221 شخصاً في الحجز القضائي في الهند خلال السنوات الثلاث الماضية.