خوفك من أسبوع عمل جديد يضاهي خوفك من الموت؟ فوبيا “نهاية عطلة الأسبوع” حقيقية وتهددك بالاحتراق

تُعد عملية الانتقال من عطلة نهاية الأسبوع إلى بداية أسبوع العمل أو الدراسة أمراً مثيراً للقلق، خاصة في العصر الحالي المنوط بالسرعة وكثافة الإنجاز والأعباء اليومية التي لا حصر لها

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/10 الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/27 الساعة 15:14 بتوقيت غرينتش
الخوف من نهاية وقت العطلة يُسمي بفوبيا نهاية عطلة الأسبوع - iStock

هل سبق لك أن قضيت عطلة نهاية أسبوع لطيفة مليئة بالراحة والاسترخاء، ثم ما لبثت أن شعرت في مساء السبت بحالة من التوتر الشديد والقلق القوي لكونك على بُعد ساعات من بداية أسبوع عمل جديد؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك.

فوبيا نهاية عطلة الأسبوع، والتي لها مصطلح غربي شائع لتوصيفها باسم "رعب الأحد"، قد تكون خلال أي يوم من أيام الأسبوع وفقاً لمواعيد عودتك إلى العمل أو الدراسة.

وبما أن الإجازات الرسمية في العالم العربي والشرق الأوسط عادة ما تكون يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، فدعونا نطلق عليها "رعب السبت" إذاً.

في هذا التقرير نستعرض ما هي فوبيا نهاية عطلة الأسبوع، ولماذا نُصاب بها، وكيف من الممكن التخفيف من أعراضها والتعامل معها بصورة سليمة؟

بداية أيام العمل تثير فينا مشاعر الرعب والارتباك

في حين أن الأبحاث العلمية لم تبحث بعُمق في مسألة الخوف من انتهاء أيام العطلة، لكن كشف استطلاع غير رسمي أجراه موقع LinkedIn عام 2018 إلى أن هذا الشعور شائع جداً.

ومن بين 1017 من البالغين الذين شملهم الاستطلاع، قال 80% إنهم عانوا من القلق من نهاية عطلة الأسبوع، أو ما سميناه "رعب السبت" في دولنا العربية..

وبطبيعة الحال، تُعد عملية الانتقال من عطلة نهاية الأسبوع إلى بداية أسبوع العمل أو الدراسة أمراً مثيراً للقلق، خاصة في العصر الحالي المنوط بالسرعة وكثافة الإنجاز والأعباء اليومية التي لا حصر لها.

لذلك، عندما تكون في آخر أيام العطلة وتستعد لأول أيام العمل و/أو الدراسة الأسبوعية، من الشائع تجربة بعض المشاعر غير السارة المشوبة بالتوتر والقلق، وقد تتسبب تلك المشاعر الثقيلة بحرمانك من الاستمتاع بالساعات الأخيرة من يوم الراحة الأخير في عطلتك.

أعراض فوبيا نهاية عطلة الأسبوع

ويوضح موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، أن الشعور السلبي في نهاية عطلتك الأسبوعية يُعد شكلاً من أشكال القلق الاستباقي، ويتضمن إحساساً بالرعب والرهبة بشأن شيء لم يحدث بعد: وهو أسبوع العمل المقبل.

وعادة ما  ستلاحظ بعض أعراض الفوبيا الشائعة التالية:

  1. آلام ومشاكل في المعدة، مثل الإسهال أو الإمساك.
  2. الأرق وعدم القدرة على النوم.
  3. التهيج والتحفُّز النفسي.
  4. شعور بعدم الارتياح.
  5. الاكتئاب والتوتر والضيق.

السبب الأساسي لتلك الفوبيا هو الاحتراق الوظيفي/الدراسي – Burnout

من الناحية النفسية، فإن الرهبة التي تشعر بها قبل بدء أسبوع العمل أو الدراسة الجديد هو استجابة لخوفك من نوع معين من التهديد.

في العصر الحالي، قد يصل الكثير من الناس ساعات النهار والليل للشعور بالأمان في وظائفهم أو القدرة على تغطية نفقاتهم.

وبالنسبة للبعض منا أيضاً، قد تمثل وظيفتنا أو مجالنا الدراسي هويتنا بالكامل، وبالتالي نصبح مدمنين على الانغماس في ذلك المجال، وهو مصطلح يُعرف غالباً باسم "إدمان العمل".

وغالباً ما نكافح لإدارة التوازن بين عملنا وحياتنا الشخصية، ونتيجة لذلك، فإن الانتقال الحاد من عطلة نهاية أسبوع ممتعة إلى أسبوع عمل مكثف وصعب بشكل خاص ومليء بالتحديات يسهم في إصابتنا بتلك الفوبيا.

وعندما تحلّ عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، يقضي الكثير من الناس معظم وقت الراحة في قضاء المهام الحياتية الأخرى، والضغط على آخر ساعات العطلة للاسترخاء  والراحة.

وحينها، يبدأ شعور التوتر والقلق في السيطرة، لأنه بعد تلك الساعات المحدودة والثمنية، تبدأ ساقية العذاب في الدوران من جديد.

أسباب أخرى للمعاناة من فوبيا نهاية عطلة الأسبوع

من الطبيعي أن يكون لديك بعض القلق بشأن بداية أسبوع عمل أو دراسة جديد. ومع ذلك، بالنسبة لبعض الناس، قد تكون فوبيا نهاية عطلة الأسبوع هي علامة على المعاناة من مشكلة أساسية أعمق في المشاعر.

في بعض الأحيان، يمكنك تتبع هذه المشاعر وصولاً إلى سبب واحد.

ربما تكون مادتك الدراسية التي لا تحبها هي أول فصل دراسي تدرسه في الأسبوع الجديد، أو يكون مديرك في العمل هو سبب رهبتك من بداية أسبوع العمل الجديد، بحسب موقع Very Well Mind للصحة النفسية والعقلية.

وفي أي من السيناريوهين، يمكن أن يساعدك تحديد السبب في إيجاد طرق لإدارة مشاعرك السلبية، سواء كان ذلك يتضمن الحصول على مساعدة دراسية إضافية أو العمل على تحسين علاقتك بمديرك في العمل.

ومع ذلك في أوقات أخرى، يمكن أن يكون لفوبيا نهاية عطلة الأسبوع أسباب أكثر تعقيداً. في النهاية، قد يتلخص الأمر في حقيقة واحدة غير مريحة: أنك بحاجة إلى عطلة سنوية طويلة للاسترخاء وشحن طاقتك.

كيفية التعامل مع هذا النوع من الفوبيا وطرق تقليل أعراضه

قبل كل شيء، إذا كان القلق الذي تشعر به ليلة السبت قبل بداية أسبوعك الجديد ناتجاً عن بيئة عمل سامة أو زملاء في الدراسة يتنمرون عليك بشكل يمثل ضغطاً كبيراً على صحتك العقلية، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في تغيير الوظيفة أو المهنة أو المؤسسة التي تدرس فيها.

ومع ذلك، إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تزال هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتحكم في مشاعرك وتقليل إحساسك بالقلق تجاه بدء أسبوع جديد، بحسب موقع Stylist البريطاني للصحة والموضة.

1- قبل أي شيء.. احصل على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً

النوم شيء جميل ويمكن أن يفعل المعجزات لصحتنا العقلية والجسدية.

لكن أحياناً قد لا تحصُل على نوم جيد خلال أسبوع العمل، وتحاول تعويض ذلك في عطلات نهاية الأسبوع، وتنام أكثر مما تحتاج.

لكن الدراسات كشفت أن تعويض النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع له نفس التأثيرات المصاحبة للحرمان من النوم.

ومن بين أعراض النوم المفرط الجانبية:

  • تناول السعرات الحرارية الزائدة بعد العشاء.
  • انخفاض طاقة الحرق وبذل الطاقة.
  • زيادة الوزن.
  • تغييرات ضارة في كيفية استهلاك الجسم للأنسولين.

كما ثبت أيضاً أن قلة النوم تسبب ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والمعاناة من التغيرات الحادة في الحالة المزاجية. 

عوضاً عن ذلك التزم بدورة النوم / الاستيقاظ نفسها. حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت طوال الأسبوع – حتى في عطلات نهاية الأسبوع. إذ يساعد وقت الاستيقاظ المنتظم على ضبط الساعة البيولوجية لجسمك.

2- جرّب "تفريغ الدماغ" أو سجل القلق في دفتر للملاحظات واليوميات

إذا كنت تعاني من تسارع الأفكار والقلق بشكل عام، وخاصة في نهاية عطلة الأسبوع، فإن القيام بـ"تفريغ عقلك" كجزء من روتين وقت النوم الخاص بك يمكن أن يساعدك على الاسترخاء والنوم بشكل أعمق.

3- اخلق توازناً صحياً بين العمل والحياة الخاصة

وظائفنا ودراستنا العلمية مهمة، وحياتنا الشخصية ليست أقل أهمية أبداً.

من المهم أن تكون قادراً على رسم حدود واضحة بين حياتك الشخصية والعملية، ما يعني أنه لا ينبغي لنا أخذ عملنا إلى المنزل معنا، ويجب ألا نسمح لعواطفنا وحياتنا المنزلية بالتدخل في عملنا أو دراستنا أيضاً.

أما إذا كنت تعمل من المنزل، فقد يكون ذلك أكثر صعوبة. إذا أمكن، خصص مساحة عمل في منزلك حتى لا تعمل في غرفة المعيشة الخاصة بك. ويمكن أن يساعد أيضاً الالتزام بجدول زمني ووضع الحدود في تحديد الكم الملائم من الدراسة اليومية لك.

كذلك يجب اتخاذ خطوات لعيش حياة شخصية مُرضية حتى تكون عطلات نهاية الأسبوع ممتعة ومنعشة بدلاً من أن تكون مليئة بالمهام والقلق والضغط العصبي المتواصل.

4- اكتب القوائم والجداول

التنظيم هو مفتاح إدارة الوقت. احتفظ بتقويم لـ"المهام" في العمل، وتقويم آخر "مهام" المنفصل في المنزل.

قم أيضاً بكتابة مهامك اليومية والأسبوعية، وبتقسيم هذه المهام إلى أجزاء أصغر ستتمكن من تحقيقها بشكل أكبر مقارنة بالمشاريع الكبيرة الشاقة والإحساس بالإرهاق.

وبمجرد الانتهاء من القوائم، تحقق من تنفيذ كل مهمة وكافئ نفسك بعد كل إنجاز. ويعد التنظيم والالتزام بخطة ثابتة وواقعية وقابلة للتحقيق أمراً مهماً للغاية للتغلب على فوبيا نهاية الأسبوع.

5- لا تدع المهمات والأعمال تتراكم وراءك

نحن جميعاً مذنبون في استخدام عطلات نهاية الأسبوع لتنظيف المنزل، وإعداد الوجبات، وشراء البقالة، وإنهاء قائمة "المهام" التي لا نهاية لها.

ومع ذلك، فإن هذا لا يؤدي إلا إلى مزيد من القلق بشأن العودة إلى العمل يوم الأحد، لأننا لم نتمكن من الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع لدينا.

لذلك بدلاً من تكديس كل هذه الأعمال المنزلية لعطلة نهاية الأسبوع، اقضِ وقتاً كل يوم في تقسيم قائمة الأعمال الروتينية.

ربما يعني ذلك قضاء 20 دقيقة كل مساء بعد العمل في تنظيف المنزل أو تخصيص ليلة واحدة من الأسبوع لشراء البقالة أو تحضير الوجبات.

وبإكمال قائمة الأعمال الأسبوعية على مدار الأسبوع، سيكون لديك المزيد من وقت الفراغ في عطلة نهاية الأسبوع للاسترخاء الكامل وإعادة الشحن، وهو ما من شأنه أن يصنع المعجزات لتعزيز صحتك العقلية والنفسية.

تحميل المزيد