“اغتصب يتيمات خلّفتهن الحرب”.. فرنسا تقضي بسجن كاهن لبناني وبيروت ترفض تسليمه

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/09 الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/09 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لكاهن في الكنيسة/istock

قضت محكمة في فرنسا بالسجن لمدة 15 عاماً، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على الكاهن اللبناني منصور لبكي، بعد إدانته غيابياً باغتصاب أطفال، والاعتداء الجنسي عليهم.

أدانت المحكمة الكاهن الماروني، البالغ من العمر 81 عاماً، بعد ساعتين من المداولات. وبموجب الحُكم الصادر بحقه، سيسجل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

يقيم لبكي في لبنان، ولم يحضر جلسة محاكمته، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية في العام 2016، لكن بيروت رفضت تسليمه.

ضغط الكاهن اللبناني على الضحايا

فيما كان المدعي العام باسكال شو، الذي طلب عقوبة السجن 15 عاماً للمتهم، قال في مرافعته إن لبكي "لم يتوقف أبداً عن تشويه سمعة المدعيات، وذهب إلى حد اتهامهن بالجنون".

أضاف أن الكاهن "مارس أيضاً ضغوطاً مباشرة أو غير مباشرة، على بعض الضحايا أو عائلاتهم"، معللاً العقوبة التي طلب إنزالها بالمتهم بـ"خطورة" الجرائم المسندة إليه.

في مستهل الجلسة، قال المدعي العام في فرنسا إن "التحقيق كان طويلاً، طويلاً جداً، لم يتجاوب السيد لبكي أبداً مع طلبات قاضي التحقيق، مدعياً أن لديه مشاكل صحية لم نتمكن من التحقق منها".

الكاهن اللبناني منصور لبكي
الكاهن اللبناني منصور لبكي

استغلال جنسي واعتداءات

كان القضاء الكنسي في الفاتيكان أدان في 2012 منصور لبكي بالتهم ذاتها. وفي 2013، تقدم عدد من ضحاياه بشكوى أمام القضاء الفرنسي، لكن العديد من الاتهامات التي ساقها هؤلاء ضد الكاهن اللبناني، والتي تعود وقائعها إلى تسعينيات القرن الماضي، سقطت بالتقادم.

أسس لبكي وأدار بين 1991 و1998 مركزاً لاستضافة أطفال لبنانيين أيتام، بسبب حرب لبنان في دوفر لا دليفراند (كالفادوس) قرب كاين في غرب فرنسا، واتهم الكاهن بأنه استغل جنسياً عدداً من الفتيات في المركز، واعتدى عليهن في تلك الفترة.

لوحق لبكي أمام القضاء في فرنسا بتهم الاغتصاب والاعتداء جنسياً على ثلاث فتيات، لكن واحدة منهن فقط اتخذت صفة الطرف المدني في القضية. وقالت محامية الطرف المدني، صولانج دوميك، إن "الفتاتين الأخريين شقيقتان، وتلقتا تهديدات عدة في لبنان".

الكاهن "لا يبدي أي ندم"

في مرافعتها، شددت المحامية على "تداعيات" ما ارتكبه المتهم بحق ضحاياه، مؤكدة أن "إحداهن حاولت مرات عدة الانتحار، وأخرى عانت من فقدان الشهية العصابي والاكتئاب، بينما اضطرت ثالثة لأن تعيش في المنفى، واتهمت بالجنون، وتم فصل شقيقتين عن بعضهما البعض".

قالت سيليست عقيقي، وهي ابنة أخت منصور لبكي، التي سبق أن ادعت عليه بتهمة التحرش جنسياً بها هي أيضاً، إن "الإدانة ستشكل اعترافاً ببراءة الضحايا، إنه أمر أساسي لالتئام الجروح، خصوصاً أنه لا يبدي أي ندم، ويقدم نفسه على أنه ضحية مؤامرة". وقدِمت عقيقي من الولايات المتحدة إلى فرنسا لتدلي بشهادتها.

كان لبكي معروفاً على نطاق واسع في لبنان، لا سيما بسبب أنشطته وبرامجه التلفزيونية والإذاعية الدينية. ومنذ بدء الدعاوى في حقه، يعيش بعيداً عن الأضواء في دير تابع لرهبنة لبنانية.

تحميل المزيد