دعا "تجمُّع المهنيين السودانيين"، الذي يقود الاحتجاجات بالسودان، في بيان رسمي نشره على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى العودة للعصيان المدني ؛ "من أجل حماية الثورة".
قال التجمع، في بيانه: "نجدد الدعوة إلى العودة للعصيان المدني، يومي الأحد والإثنين، بعدما تم تجميده بتوصيات عدد من الأجسام المهنية؛ نظراً للاعتبارات الاقتصادية". وأضاف مخاطباً المهنيين والعاملين وكافة أبناء الشعب: "مشاركتكم الواسعة في تنفيذ العصيان تعني حماية المنخرطين في فعل العصيان بوجه أي محاولات عقابية أو إجراءات متعسفة، وجعله أكثر إيلاماً للانقلابيين".
سلسلة قرارات البرهان
البيان أردف: "تابعتم في الأيام الماضية سلسلة القرارات التي اتخذها قائد الانقلاب، من إقالات في عدد كبير من المواقع القيادية بالخدمة المدنية، وملئها بتعيين فلول النظام المخلوع في شتى مؤسسات الدولة".
اعتبر البيان أن ذلك "الاتجاه يفصح عن الحاضنة المدنية للانقلابيين، ومحاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء، ويعني إعادة تمكين الإنقاذيين (في إشارة إلى فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير)، وتشريد وفصل الشرفاء".
جدير بالذكر أنه ومنذ أكثر من أسبوع، يشهد السودان احتجاجات رفضاً لما يعتبره المعارضون "انقلاباً عسكرياً"، إثر إعلان الجيش، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليَّين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، ووضع رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، قيد الإقامة الجبرية.
قبل إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن قراراته، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخاباتٍ مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كلٌّ من الجيش وقوى مدنية، وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
الإفراج عن المعتقلين
تأتي الدعوة للعصيان المدني، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش أجرى الخميس، محادثة هاتفية مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وحثه على استعادة النظام الدستوري وإطلاق سراح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته نائبة الناطق باسم الأمين العام، إري كانيكو، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك. وقالت كانيكو: "منذ قليل، أجرى الأمين العام مكالمة هاتفية مع الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة بجمهورية السودان".
أشارت إلى أن غوتيريش حث البرهان، خلال المكالمة، على ضرورة الإسراع بإعادة النظام الدستوري والعملية الانتقالية في السودان. وأضافت: "وجدد دعوته للإفراج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وغيره من المدنيين المحتجزين تعسفياً" في البلاد.
أوضحت أن الأمين العام للمنظمة الدولية "جدد تأكيد مواصلة الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب شعب السودان في سعيه إلى تحقيق تطلعاته لمستقبل سلمي ومزدهر وديمقراطي".
كذلك فقد أفاد بيان لمجلس السيادة السوداني، في وقت لاحق، الخميس، بأن البرهان وغوتيريش تناولا في اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع بالسودان، حيث شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على مسار الانتقال الديمقراطي وإكمال هياكل الحكم وسرعة تشكيل الحكومة المدنية.
بحسب البيان، تعهد البرهان "بالمحافظة على سلمية وحتمية التحول الديمقراطي، وإكمال مسيرة الانتقال بما يحفظ أمن البلاد ومكتسبات الثورة والوصول إلى حكومة مدنية منتخبة".