اكتشف علماء أن إناث طائر كوندور كاليفورنيا يمكنها التكاثر من دون الذكور، في ظاهرة نادرة تُعرَف باسم التوالد البكري، ووصف أوليفر رايدر، مدير علم الوراثة الحفظية في منظمة San Diego Zoo Wildlife Alliance غير الربحية، النتائج الأخيرة بأنها "لحظة اكتشاف لامعة".
تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نُشر الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أشار إلى أن طائر كوندور كاليفورنيا هو أكبر الطيور المُحلقة في أمريكا الشمالية بجناحين يمتدان لمسافة 3 أمتار يسمحان له بالوصول لارتفاع يزيد على 4500 متر، أي نصف الارتفاع الذي تحلق عليه طائرة تجارية.
طائر كوندور مهدد منذ قرن
يقول رايدر، الذي شارك في كتابة ورقة تفصيلية عن الاكتشاف، صدرت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول: "العديد من العلماء يمرون بهذه اللحظة عندما يرون العالم بطريقة لم يروها من قبل. لقد سررت حقاً باكتشاف شيء كان يمثل مثل هذا اللغز".
عندما استقر الأوروبيون في الغرب، كانوا غالباً ما يطلقون النار على طائر كوندور كاليفورنيا ويسممونه ويأسرونه، ويجمعون بيضه، ويقللون من إمداداته الغذائية من الظباء والأيائل والحيوانات البرية الكبيرة الأخرى.
انخفض عدد الطيور انخفاضاً مطرداً حتى لم يبقَ إلا 22 منها في عام 1982، لكن برنامج التعافي الذي تقوده الدولة نجح منذ ذلك الحين في إعادة الحيوانات من حافة الهاوية.
بدأت الرحلة التي أدت إلى اكتشاف التكاثر اللاجنسي للكوندور أيضاً في الثمانينيات، عندما كُلِّفَت حديقة حيوان سان دييغو بتطوير اختبار لتحديد جنس عدد قليل من طيور الكندور البرية المتبقية.
يقول رايدر إنَّ حديقة الحيوان استمرت في استخدام اختبار الحمض النووي لتحديد العلاقات الأسرية بين الكندور؛ لتجنب تزاوج الطيور ذوات الراوبط الأسرية القريبة. وفي الآونة الأخيرة، قرر العلماء إجراء تحليل جيني كامل للمجموعة، التي نمت إلى أكثر من 900 طائر.
استخدموا عينات من طائر كوندور كاليفورنيا مجمعة على مدار تاريخ البرنامج الذي يزيد عن 30 عاماً، بما في ذلك الدم وغشاء قشر البيض وأنسجة الطيور والريش النافقة.
أغرب طرق التكاثر في العالم
عندما أكمل العلماء تحقيقاتهم، كانت هناك حالتان تشيران بوضوح شديد إلى وجود خطأ ما؛ إذ كلاهما يشمل أفراخاً أتت من بيض بدون مادة وراثية من الذكر الذي شارك في الحظيرة، وكان يُفترَض أنه الأب. وتأكدت النتائج من خلال عينات متعددة؛ لذلك كان العلماء واثقين من أنها لم تكن خاطئة.
التوالد البكري أو التوالد العذري أو الإِينَاث (بالإنجليزية: Parthenogenesis) هو شكل من أشكال التكاثر اللاجنسي يوجد في الإناث يتطور فيها الجنين في الحيوانات).
التوالد البكري يحصل طبيعياً في بعض الأنواع، بما في ذلك معظم النباتات الدنيا واللافقاريات (مثل: متفرعات القرون وبعض النحل وبعض أنواع العقارب، والزنابير الطفيلية)، والفقاريات مثل: بعض الزواحف والسمك، ونادراً جداً عند الطيور وأسماك القرش، وهذا النوع من الاستنساخ قد يحدث بشكل مصطنع في الأنواع الحية الأخرى.
يقول رايدر إنه لم يُعرَف بعد مدى غرابة هذا النوع من التكاثر في العالم الطبيعي؛ لأنه لم يُجرَ تحليل جيني مفصل لعدد كبير من السكان. "فكروا في الأمر: الحالات التي نعرف عنها حدوث ذلك، يغلب عليها صعوبة وصول الإناث إلى الذكور. ولم نستطع اكتشاف هذا إلا لأننا حصلنا على هذه الملامح الجينية التفصيلية للكوندور، التي طُورَت استجابةً للحاجة إلى إدارة التنوع العام".
يعتقد رايدر أنَّ هذه الظاهرة تحدث على الأرجح في أنواع أكثر مما يعرفه الناس؛ إذ هناك تقارير عن الثعابين في البرية تنتج ذريتها من خلال التوالد البكري. يقول إنه "جزء نادر، لكن من المحتمل أن يكون مؤثراً في التكاثر".