حلقت مقاتلة قاذفة أمريكية متطورة إلى جانب طائرات حربية إسرائيلية وخليجية فوق بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط، في ختام التدريبات العسكرية التي شارك فيها أيضاً سلاح الجو البريطاني ودول أخرى أعضاء في حلف الناتو.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الولايات المتحدة أرسلت طائرة لانسر B-1B، إلى الشرق الأوسط لتحذير إيران بخصوص برنامجها النووي، بينما يسعى الغرب للإعلان قريباً عن استئناف المفاوضات النووية المتوقفة.
إذ انهار الاتفاق في 2018 بعد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة منه، مما دفع طهران إلى انتهاك القيود الواردة به بشأن تخصيب اليورانيوم. وكانت إيران قد قلصت بموجب هذا الاتفاق أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.
أقوى قاذفة أمريكية
إذ حلقت طائرة لانسر B-1B، التي بإمكانها إلقاء القنابل "المدمرة للتحصينات" اللازمة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، برفقة طائرات F-15 الإسرائيلية في ختام التدريبات العسكرية التي شارك فيها أيضاً سلاح الجو البريطاني ودول أخرى أعضاء في حلف الناتو.
ثم حلقت فوق بؤر التوتر الأخرى في الشرق الأوسط- مضيق هرمز عند مدخل الخليج، وباب المندب في البحر الأحمر، الذي يتقاتل عليه الحوثيون المدعومون من إيران والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
رافقت مقاتلة لانسر طائرات إسرائيلية ومصرية وسعودية وبحرينية حلقت فوق أراضي هذه الدول. ورغم أن السعودية، الزعيم غير الرسمي لتحالف دول الخليج السني، أجرت مؤخراً محادثات مع طهران سعياً للحد من التوترات، فهي لا تزال معارضة بقوة لنشاط الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.
أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الطبيعة السياسية لهذا "العرض الجوي" على غير العادة؛ إذ جاء في بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط أن الهجوم "يهدف إلى إيصال رسالة تطمينات واضحة".
رسائل إلى إيران
زاد اختيار Rockwell B-1B Lancer للمشاركة في العرض الجوي هذه الرسالة وضوحاً؛ إذ أقامت إيران العديد من منشآتها النووية في حصون تحت الأرض لحمايتها من الغارات الجوية المشابهة للغارة التي دمر بها الإسرائيليون مفاعل أوزيراك النووي في العراق عام 1981.
كانت الولايات المتحدة قد باعت لإسرائيل قنبلة GBU-28 "المدمرة للتحصينات" التي يبلغ وزنها 5000 رطل، ولكن لا يُعتقد أنها قوية بما يكفي لتدمير مصنع تخصيب اليورانيوم المُقام تحت الأرض بجانب جبل في مدينة فوردو بشمال إيران.
بينما يختبر البنتاغون نسخة أقوى، وهي قنبلة GBU-72 المدمرة للتحصينات، التي يُعتقد أن بإمكان طائرة لانسر حملها.
العودة للاتفاق النووي
يأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الولايات المتحدة "على اتفاق تام" مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف أنه من غير الواضح ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى المحادثات "بطريقة مجدية".
جاءت تصريحات بلينكن خلال مقابلة مع شبكة (سى.إن.إن) الأحد بعد يوم من دعوة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا إيران لاستئناف الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 من أجل "تجنب تصعيد خطير".
قال بلينكن عن العودة لمحادثات الاتفاق النووي "الأمر يعتمد بالفعل على ما إذا كانت إيران جادة بشأن القيام بذلك… جميع دولنا، تعمل بالمناسبة مع روسيا والصين، تؤمن بقوة أن ذلك سيكون أفضل سبيل للمضي قدماً".
الاتفاق النووي ليس نقطة التوتر الوحيدة بين إيران والولايات المتحدة؛ إذ أصدرت الولايات المتحدة يوم الجمعة جولة جديدة من العقوبات المتصلة بإيران لها صلة ببرنامج الطائرات المسيرة العسكرية التابع للحرس الثوري الإيراني الذي قالت إنه يهدد استقرار المنطقة.
بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إن الولايات المتحدة "سترد" على الأفعال التي تقوم بها إيران ضد مصالح واشنطن بما في ذلك باستخدام طائرات مسيرة.
بينما نقلت صحيفة إيران المملوكة للدولة عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله، الأحد، إنه لو كانت الولايات المتحدة جادة بخصوص العودة للاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران والقوى الكبرى، فبوسع الرئيس جو بايدن إصدار "أمر تنفيذي" بذلك.