فاز اليوم السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عبد الله بنكيران، بمنصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، بنسبة تصويت قاربت 90%.
وأظهرت النتائج النهائية للمؤتمر الاستثنائي الذي عقده حزب العدالة والتنمية المغربي، اكتساح عبد الإله بنكيران عملية التصويت، ليعود أميناً عاماً مرة أخرى للحزب الإسلامي.
وحصل بنكيران على 1112 صوتاً من أصل 1252 صوتاً لأعضاء المجلس الوطني (برلمان الحزب)، الذين اختاروا إعادة بنكيران إلى قيادة الحزب، وهو الذي كان قد مُني بهزيمة كبيرة في الانتخابات البرلمانية الماضية.
وحصل عبد العزيز العماري، عضو الأمانة العامة للحزب، على 221 صوتاً، مقابل 15 صوتاً لعبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان.
وتأتي عودة عبد الإله بنكيران (67 عاماً)، رئيس الحكومة المغربية الأسبق (2011-2017)، لقيادة "العدالة والتنمية" مُجدداً، وفق مراقبين؛ لكون الحزب تصدَّر الانتخابات عامي 2011 و2016، حين كان بنكيران يترأسه. وبعدما مُني الحزب بهزيمة قاسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وخسارته قيادة الحكومة.
بنكيران يتحدث لأعضاء حزبه
وخرج بنكيران في كلمة مباشرة من منزله على الصفحة الخاصة للحزب، وألقيت على أعضاء المجلس الوطني، وذلك مباشرة بعد إعلان فوزه منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
وقال عبد الإله بنكيران إن حزب العدالة والتنمية ساهم في أن تمر بلادنا من مرحلة دقيقة وخطيرة على الدولة وليس على المواطن فقط، لكن اليوم الظروف المختلفة وليست كما كانت من قبل.
وأضاف بنكيران في الكلمة التي ألقيت أمام أعضاء المجلس الوطني أنه لا بد من بذل جهد جماعي حتى نتمكن من أن يصبح الحزب عنصر إيجابي في البلاد، يجب أن نكون نافعين لبلادنا، لأن الدولة إذا ارتبكت فلا معنى لممارسة السياسة.
وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية "لم تصنعنا الدولة، الشعب هو من أعطانا المشروعية، وعلاقتنا بالملك استراتيجية غير قابلة للنقاش، لكن لا بد أن نلعب دور النصح عوض قول كلمة نعم وفقط".
وأشار بنكيران إلى أن "هذا وقت التضحية لبناء الحزب، ونلتقي فيه الروح التي تأخذ أصلها من المرجعية الإسلامية، وتأكدوا أننا سنحقق انتصارات أخرى، وهي البقاء في الساحة السياسية، لأن العودة لتسيير المؤسسات الوزارات أمر بعيد جداً.
وعن الخلافات مع بعض قيادات الحزب قال بنكيران: "أنا مضطر أن أعلن أنني أمين عام لجميع أعضاء العدالة والتنمية، حتى المختلف معه، سنتعاون، وسنحاول حل المشاكل التي يعيش فيها الحزب، فالحزب ليس هو عدد المقاعد في البرلمان".
فترة قيادة الحزب
كان بنكيران قد تمسك، الأربعاء، برفضه الترشح لقيادة الحزب (إسلامي) في مؤتمره الاستثنائي، إذا تمت المصادقة على انتخاب قيادة لتسيير الحزب لمدة عام وليس 4 أعوام.
ففي بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، قال بنكيران: "أنا غير معنيٍّ إطلاقاً بأي ترشيح من المؤتمر لي لقيادة الحزب، إذا وافقتم على أن تتحكم (…) قيادة الحزب التي قدمت استقالتها في القيادة المزمع انتخابها".
في وقت سابق من السبت، رفض المؤتمر الاستثنائي لحزب "العدالة والتنمية" المصادقة على طلب الأمانة العامة المستقيلة تأجيل عقد المؤتمر العادي عاماً واحداً.
كانت الانتخابات البرلمانية المغربية قد أُجريت، في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، وتصدَّر نتائجها حزبُ "التجمع الوطني للأحرار"، بحصده 102 مقعد من أصل 395 بمجلس النواب (غرفة البرلمان الأولى)، وشكَّل ائتلافاً حكومياً.
بينما حصل "العدالة والتنمية" على 13 مقعداً فقط، مقارنة بـ125 مقعداً في انتخابات 2016، لينتقل إلى مقاعد المعارضة من جديد بعد أن قاد الحكومة منذ 2011 للمرة الأولى في تاريخ المملكة.