بينما يسود تصور عام عن يوم الهلع أو عيد الهالوين بأنه مناسبة لمشاهدة أفلام الرعب لرؤية الجماجم والعناكب والساحرات، حيث يرتدي الأطفال أزياء تنكرية ويتجولون من منزل إلى آخر لتجميع الحلوى، إلا أن تاريخ هذه المناسبة يعود آلاف السنين.
بينما تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بالعيد يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، يختلف موعد الاحتفال نفسه في الدول الغربية الأخرى وحتى اللاتيني جنوب أمريكا، وإن كان الموعد ينحصر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني وبأيام متفاوتة.
اقرأ أيضاً
أصل عيد الهالوين
كلمة هالوين هي اختصار للمصطلح الأسكتلندي" All Hallows Eve" ، والذي وصف ببساطة الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين، حسب ما يقول الدكتور المؤرخ براين ستيرلينغ فيت.
ويضيف في كتابه "تحقيقات في الخوارق: الكتاب الأسود لصيد الأشباح العلمي وكيفية التحقيق في الظواهر الخارقة" أن السجلات الأولى للاحتفال بهذا اليوم تعود إلى العام 1555 ميلادية.
بدأ عيد جميع القديسين مع المسيحية، ومع ذلك في القرن الثامن نقل البابا غريغوريوس الثالث عيد جميع الشهداء من 13 مايو/أيار إلى 1 نوفمبر/تشرين الثاني وحوَّله إلى عيد جميع القديسين.
بعد ذلك، في عام 1000 بعد الميلاد، أضافت الكنيسة الكاثوليكية يوم جميع الأرواح (الذي يركز على الصلاة من أجل الموتى) في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، وهي الليلة السابقة أو ما تسمى عشية جميع الأقداس، ثم عيد الهالوين.
في ذلك الوقت، كان يوماً دينياً بامتياز لا يشبه من قريب أو بعيد طريقة احتفال المجتمع المعاصر به.
يقول ستيرلينغ فيت: "إن كلمة الهالوين والعطلة كما فهمناها اليوم، لم تصبح شائعة حتى حوالي عام 1745".
اقرأ أيضاً
موعد عيد الهالوين
بينما تعد أمريكا الأكثر هوساً بالاحتفال بعيد الهالوين، لا يتم الاحتفال بإنجلترا بعيد الهالوين بشكل عام على الإطلاق.
كان ذلك نتيجة الإصلاح البروتستانتي، وفي المقابل تحتفل المملكة المتحدة بعيد غير ذي صلة تماماً في هذا الوقت تقريباً (في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني على وجه الدقة) وهو يوم جاي فوكس، الذي يدور حول إعدام خائن سيئ السمعة، ويتميز بالنيران وحرق الدمى والألعاب النارية.
أما في المكسيك، فيحتفل الناس بيوم الموتى "ديا دي لوس مويرتوس" من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 2 نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنه يختلف تماماً عن الهالوين الذي يتم تصويره في الأفلام الأمريكية.
وبينما يرتدي الناس ملابس مثل الهياكل العظمية الملونة ويحتفلون في الشوارع، لكن الهدف هو تكريم الموتى والترحيب بعودة أرواحهم إلى الأرض خلال هذا الوقت، وليس الخوف منهم.
ويزين الناس قبور أسلافهم بالزينة ويقدمون الطعام لإعلامهم بأنهم لم ينسوهم.
لماذا نهاية أكتوبر/تشرين الأول بالتحديد؟
يعود أصل عيد الهالوين إلى الطقوس الغيلية والسلتية التي يعود تاريخها إلى 2000 عام على الأقل، وهي المعتقدات الوثنية التي آمن بها سكان أوروبا.
كان مهرجان سامهاين التقليدي يُقام في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني للاحتفال بالنهاية الرسمية لموسم الحصاد وبداية الشتاء.
لكن الاحتفالات كانت دائماً تبدأ في الأمسية السابقة، في 31 أكتوبر/تشرين الأول في منتصف الطريق تقريباً بين الاعتدال الخريفي والانقلاب الشتوي، كما يقول ستيرلينغ فيت، حسب موقع History.
كما أنها مستمدة من المهرجان الديني الوثني الذي يستمر ثلاثة أيام والذي يحتفل به السلتيون في حوالي 31 أكتوبر/تشرين الأول لتكريم موسم الحصاد والاستعداد لـ"النصف المظلم من العام".
تاريخ الهالوين
اعتقد القدماء أنه في هذا اليوم، يكون الخط الفاصل بين العالم الحي والروحاني غير واضح؛ مما يعني أن الأشباح القادمة من الخارج يمكن أن تزور الأحياء ويمكن للوحوش أن تجد طريقها إلى منازل الناس.
وكان هدف الاحتفال هو درء أكبر قدر ممكن من الشر، فأقاموا طقوساً خاصة لإبعاد الوحوش والسحرة والجنيات الشريرة.
أخبروا حكايات عن الأبطال الأسطوريين والعالم السفلي وهم يرتدون زي الوحوش لدرء الشر وللتنكر؛ حتى لا يتم اختطافهم أو التهامهم من قبل الوحوش الحقيقية.
مع انتشار المسيحية، مزجت الأعياد الكاثوليكية القريبة من هذا اليوم بين التقاليد الدينية والوثنية مع تطور التاريخ.
فاحتضن عيد جميع الأرواح العديد من احتفالات بما في ذلك النيران والاستعراضات والأزياء- على الرغم من أن الناس الآن يرتدون ملابس متنوعة من سحرة أشرار إلى أميرات ديزني.
عندما استقر الأوروبيون في أمريكا، تطورت التقاليد والعادات واتخذت طابعاً مختلفاً.
ولم يكتسب العيد شهرة كبيرة إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعدما أحضر المهاجرون الأيرلنديون الهاربون من مجاعة البطاطس أفكارهم وتقاليدهم حول الهالوين.
وبحلول العام 1930، أصبح عيد الهالوين علمانياً بالكامل وبقي عيد جميع القديسين عطلة دينية لا يحتفل كل أفراد المجتمع بها.
حتى يومنا هذا، تعارض بعض الكنائس الأمريكية بشدة الاحتفال بيوم 31 أكتوبر/تشرين الأول كشيء آخر غير يوم ديني.
وفي أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، أصبح عيد الهالوين يدور بشكل متزايد حول التجارة والأرباح والزينة والحلوى.
في الواقع، كان من المتوقع أن ينفق الأمريكيون أكثر من 8 مليارات دولار في عيد الهالوين في عام 2020، وفقاً للاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة.
ونقل بعض المشاهير هذه المناسبة إلى مستوى آخر كلياً بعدما أصبحت من تقاليدهم استضافة حفلات ضخمة لضيوف من الصف الأول وهم يرتدون أزياءهم التنكرية، ولعل عارضة الأزياء هايدي كلوم تستضيف أشهر حفلة هالوين في العالم ويُعَد زيها موضوع أحاديث المواقع والمجلات الفنية لكم المؤثرات والأفكار والتصاميم التي يستغرق العمل عليها شهوراً.