توقعت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إمكانية صدور بيان من مجلس الأمن الدولي صباح الخميس، يعرب فيه عن "القلق" من إجراءات الجيش السوداني الأخيرة.
يأتي الحديث عن ذلك، بعد يومين من إعلان القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعهده بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما أعلن حالة الطوارئ وإقالة الولاة وعدم الالتزام ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
مشروع بيان
من جانبها قالت المصادر الأممية لـ"الأناضول"، مُفضلة عدم الكشف عن هويتها، إن الوفد البريطاني في مجلس الأمن صاغ مشروع بيان يعرب فيه عن القلق من سيطرة الجيش السوداني على السلطة بالخرطوم.
أضافت أن الوفد البريطاني حدد موعد صدور مشروع البيان بحلول الساعة الـ10.00 صباحاً بتوقيت نيويورك (2.00 ت.غ). وأوضحت المصادر أنه في حال لم تكسر أي دولة عضو بالمجلس حاجز الصمت بحلول هذا الموعد، فإن مشروع البيان سيكون صادراً من قِبل المجلس بإجماع كل أعضائه البالغ عددهم 15 دولة.
أشارت إلى وجود فرصة معقولة لصدور البيان بصياغته الأخيرة المطروحة حالياً، حيث خلا النص من أي إشارة إلى وقوع "انقلاب عسكري" بالسودان، ولم يتضمن إدانة لإجراءات الجيش.
يعبّر مشروع البيان عن "القلق الشديد بشأن الاستيلاء العسكري على السلطة في السودان، وتعليق بعض المؤسسات الانتقالية، وإعلان حالة الطوارئ، واحتجاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أطلق الجيش سراحه لاحقاً)، فضلاً عن أعضاء آخرين في الحكومة".
ويطالب السلطات العسكرية السودانية بـ"إعادة الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق التأسيسية للمرحلة الانتقالية".
حوار بلا شروط
كما يحث مشروع البيان "جميع أصحاب المصلحة على الانخراط في حوار دون شروط مسبقة، من أجل التنفيذ الكامل للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام".
في المقابل يتطلب إصدار البيانات الرئاسية أو الصحفية من المجلس موافقة جميع ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددها 15 دولة. ويحق لأي دولة عضو بمجلس الأمن أن تعترض على أي فقرة واردة في البيان وتمنع صدوره.
تأتي مساعي بريطانيا في مجلس الأمن ضد ما يحدث بالسودان، في الوقت الذي قال فيه التلفزيون الرسمي السوداني يوم الأربعاء، إن القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعفى ستة سفراء سودانيين من مناصبهم.
حيث أعفى البرهان كلاً من سفراء السودان لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والصين وفرنسا ورئيس البعثة السودانية بجنيف.
كان مصدر دبلوماسي قال لـ"رويترز"، الثلاثاء، إن سفراء السودان لدى 12 دولة، منها الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا، قد رفضوا استحواذ الجيش على السلطة في السودان يوم الإثنين.
يُذكر أن الجيش السوداني اعتقل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعدداً من الوزراء وقادة حزبيين، وأعلن قائده البرهان، حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعهد بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما أعلن حالة الطوارئ وإقالة الولاة وعدم الالتزام ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
إلا أن الجيش أطلق سراح حمدوك، الذي عاد إلى مقر إقامته في الخرطوم، مساء الثلاثاء، وذلك "عقب ضغوط دولية لإطلاق سراحه"، وفق بيان لمكتبه، وإعلام محلي.