أعلنت القوات المسلحة السودانية، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التقى السفير السعودي في الخرطوم، وذلك بعد أيام قليلة من قرار الجيش إعلان حالة الطوارئ وفرض حالة استثنائية في البلاد، فيما اعتبرته قوى سياسية ومجتمعية في السودان "انقلاباً عسكرياً".
فقد ذكرت القوات المسلحة السودانية، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع السياسية بالبلاد والجهود المبذولة لحل الأزمة من خلال التشاور مع كافة الأطراف ذات الصلة.
من جهته، أكد السفير السعودي حرص بلاده على تحقيق الاستقرار بالسودان، ودعمها كل ما يؤدي إلى تحقيق الوفاق بين القوى السياسية.
يُذكر أنه مباشرة بعد إعلان الجيش السوداني، الإثنين، دعت الرياض إلى ضرورة ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد في السودان، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية.
إذ شددت السعودية على "أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، لحماية وحدة الصف بين المكونات السياسية في السودان".
كما أكدت "استمرار وقوفها إلى جانب الشعب السوداني، ودعمها لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والنماء والازدهار للسودان وشعبه الشقيق"، حسب البيان ذاته.
رفض إفريقي ودولي لقرارات الجيش السوداني
فجر الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل الجيش قيادات حزبية ووزراء وحمدوك وزوجته (أطلق سراحهما الثلاثاء)، وأعلن البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعهد بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما أعلن حالة الطوارئ وإقالة الولاة وعدم الالتزام ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
رفضاً لما أقدم عليه الجيش، قرر الاتحاد الإفريقي، الأربعاء، تعليق مشاركة السودان في أنشطته، وأوقف البنك الدولي مساعداته للبلاد، ودعت دول ومنظمات إقليمية ودولية إلى ضرورة استكمال عملية الانتقال الديمقراطي.
قبل إجراءات البرهان، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
يُذكر أنه خلال اليومين الماضيين، شهدت الخرطوم مظاهرات مناهضة لما يعتبروه المحتجون "انقلاباً عسكرياً"، وقُتل خلالها 4 متظاهرين وأصيب أكثر من 80 آخرين، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية).
ضغط أممي على البرهان
الأربعاء كذلك، دعت الأمم المتحدة قائد الجيش السوداني إلى إطلاق سراح رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، "بشكل كامل"، حيث "لا يزال تحت نوع ما من الإقامة الجبرية"، و"لا يملك حرية الحركة".
ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أكد أن "فولكر بيرتس، ممثل الأمين العام في السودان، التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث يقيم حالياً في مكان يحيط به الحرس".
كما أضاف: "أولاً وقبل كل شيء نريد أن نرى إطلاق سراح كاملاً لحمدوك.. هو لا يزال تحت نوع ما من الإقامة الجبرية، ولم يطلق سراحه بشكل كامل".
المتحدث ذاته أوضح أن "حمدوك لا يملك حرية الحركة، وهو ينبغي أن يتمتع بها".
وأفاد دوغاريك بأن بيرتس التقى أيضاً، الأربعاء، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حيث تم نقل الرسالة نفسها التي كررها الأمين العام (أنطونيو غويتريش)، وهي ضرورة عكس المسار الحالي، والعودة إلى العملية الدستورية في السودان.