قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن شركة "آبل" هددت شركة "فيسبوك" بإزالة تطبيقها للتواصل الاجتماعي، وإنستغرام، من متجر التطبيقات الخاص بها، بسبب مخاوف بشأن استخدام المنصة أداةً لتجارة وبيع الخادمات في الشرق الأوسط.
الوكالة أوضحت أن هذا التحذير من "آبل" وجّه للشركة قبل عامين، مضيفةً أنه بعدما تعهدت منصة فيسبوك علناً بقمع هذه التجارة، أقرّت في الوثائق الداخلية التي حصلت عليها وكالة The Associated Press بأنها "لا تطبق الضوابط الكافية على نشاط مسيء مؤكد".
جعل ذلك الخادمات الفلبينيات يشتكين على موقع الشبكات الاجتماعية من التعرض للإيذاء. وتراجعت شركة "آبل" وبقي فيسبوك وإنستغرام في متجر التطبيقات.
لكن يبدو أنَّ حملة فيسبوك ضد هذا النوع من التجارة لم تأتِ إلا بتأثير محدود، فبحسب الوكالة الأمريكية، فإنه حتى اليوم سيؤدي البحث السريع بكلمة "خادمة" أو "الخادمات" باللغة العربية إلى ظهور حسابات تعرض صوراً موضوعة لأفارقة وجنوب آسيويين بأعمار وأسعار مدرجة بجوار صورهم.
يستمر ذلك على الرغم من وجود فريق من العمال في الحكومة الفلبينية لا يفعلون شيئاً سوى البحث عن منشورات فيسبوك كل يوم لمحاولة حماية الباحثين عن عمل اليائسين من العصابات الإجرامية، والمُشغلِين عديمي الضمير الذين يستخدمون الموقع.
تقول إحدى وثائق فيسبوك: "في تحقيقنا، اشتكت عاملات المنازل مراراً لوكالات الاستقدام من حبسهن في المنازل، وتجويعهن، وإجبارهن على تمديد عقود عملهن إلى أجل غير مسمى، وعدم دفع أجورهن، وبيعهن عدة مرات لأصحاب عمل آخرين دون موافقتهن. ورداً على ذلك، طلبت منهن الوكالات أن يكُن أكثر قبولاً".
تضيف الوثيقة: "وجدنا أيضاً أنَّ وكالات التوظيف تتجاهل الجرائم الأكثر خطورة، مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي، بدلاً من مساعدة عاملات المنازل".
من جانبها، نقلت وكالة The Associated Press بياناً عن "فيسبوك"، قالت فيه الأخيرة إنها "تأخذ المشكلة على محمل الجد، على الرغم من استمرار انتشار الإعلانات التي تستغل العمال الأجانب في الشرق الأوسط".
تحذير من فيسبوك
تُظهِر مجموعة الوثائق التي تم تسريبها من "فيسبوك" أنَّ حجم الشبكة الهائل وقاعدة مستخدميها حول العالم -وهو عامل رئيسي في صعودهها السريع وتقييمها بما يقرب من تريليون دولار- أثبتا في الوقت نفسه، أنهما أكبر نقطة ضعف، في محاولة ضبط النشاط غير المشروع، مثل بيع المخدرات، والاشتباه في انتهاكات حقوق الإنسان والعمل على موقعها.
بدورها، حذرت ماري آن أبوندا، التي تعمل مع مجموعة غير حكومية لرعاية سلامة العمال الفلبينيين في الكويت، من الخطر الذي يمكن أن تشكله الشبكة الاجتماعية، وقالت إن "فيسبوك له وجهان حقاً. فهو يصل الناس ببعضهم مثلما يعلن، لكنه أصبح أيضاً ملاذاً للأشخاص والنقابات الشريرة الذين ينتظرون لحظة ضعفك للانقضاض عليك".
يأتي الكشف عن هذه المعلومات لتُضاف إلى معلومات أخرى تم تسريبها من داخل الشركة وأوقعها ذلك في مشكلات.
إحدى أبرز المعلومات التي سربتها الموظفة السابقة بالشركة فرانسيس هوغن، تتحدث عن دور فيسبوك في الاستقطاب الكثيف للحياة السياسية في الولايات المتحدة.
كذلك قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن وثائق داخلية لشركة فيسبوك أظهرت أن الأخير يُستخدم لنشر الكراهية الدينية في الهند التي تستهدف المسلمين بشكل كبير جعلت منهم المتضرر الأكبر.
كانت قد سُربت في وقت سابق أيضاً دراسات تُظهر أن فيسبوك على دراية بالمشاكل النفسية التي تعاني منها المراهقات اللواتي يتعرّضن لكمّ هائل من المحتويات عن حياة وأجساد مستخدمات مؤثّرات لتطبيق إنستغرام تبدو "مثالية".