يعاني سكان في غزة من سوء المياه التي لا تصلح للاستخدام الآدمي، وذلك جراء الحصار الطويل الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، ما يجبر كثيرين على دفع الأموال من أجل الحصول على مياه سليمة.
موقع Middle East Eye البريطاني قال الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه مع تفاقم مشكلة المياه في غزة، يواجه المزارعون وخاصة في المناطق الغربية من القطاع المحاصر، وطأة أزمة تلوث المياه بسبب قرب أراضيهم من مياه البحر الملوثة.
إياد شالوف مزارع يمتلك قطعة أرض بالقرب من شاطئ غزة، اعتاد منذ سنوات على ملء الخزانات بالمياه العذبة ليستخدمها الناس في حيه، لكن اليوم يستطيع بالكاد شراء مياه تكفي احتياجاته لري المحاصيل.
فبدلاً من استخدام آبار المياه للري، يضطرون لشراء المياه عدة مرات لتجنب تدمير محاصيلهم، ويقول شالوف (45 عاماً)، في تصريح للموقع البريطاني: "هنا في منطقة المواسي [المتاخمة للبحر] نتحمل معاناة لا يعلمها إلا الله. تتضرر محاصيلنا من المياه المالحة الملوثة؛ لذلك نتجنب الآن استخدام طرق الري المعتادة وبدلاً من ذلك نشتري المياه لري المحاصيل".
أضاف شالوف: "لديّ بالفعل بئر ماء كانت ستوفر لي الكثير من المال إذا استُخدِمت للري، لكن تركيز الكلور المرتفع ومستويات الملوحة جعلت البئر عديمة الفائدة. لا يمكننا حتى استخدامها للاستحمام لأنَّ الماء سيؤذي بشرتنا".
تسبب ذلك في أن شالوف حاول زراعة عدة أنواع من المحاصيل في الماضي، لكن انتهى به الأمر دائماً إلى تكبد خسائر فادحة بسبب الأضرار الناجمة عن رداءة نوعية المياه.
إسرائيل تتحمل السبب
مرصد حقوق الإنسان الأورومتوسطي الذي يقع مقره في جنيف، قال إن الحصار الإسرائيلي الطويل الأمد، تسبب في "تدهور خطير" في جودة المياه في غزة؛ مما أدى إلى تلوث 97% من المياه.
المنظمة غير الحكومية أشارت إلى أن الوضع يتفاقم بسبب أزمة الكهرباء الحادة التي تعيق تشغيل آبار المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي؛ مما يؤدي إلى تصريف نحو 80% من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في غزة في البحر بينما يتسرب 20% إلى المياه الجوفية.
أضافت أنَّ البيانات الأخيرة تُظهِر أنَّ نحو ربع الأمراض المنتشرة في غزة نتجت عن تلوث المياه، وأنَّ 12% من وفيات الأطفال الصغار والرُضع مرتبطة بأمراض معوية تتعلق بالمياه الملوثة.
محمد شحادة، رئيس البرامج والاتصالات بالمرصد، قال: "يُجبَر السكان المدنيون المحتجزون في أحياء فقيرة سامة منذ الولادة حتى الموت على مشاهدة أطفالهم وأحبائهم يتعرضون للتسمم البطيء بالمياه التي يشربونها، ومن المحتمل التربة التي يحصدون فيها، إلى ما لا نهاية، دون أي تغيير في الأفق".
نتيجة لتلوث المياه، يضطر المزارعون وملاك الأراضي في معظم مناطق الجيب الساحلي إلى دفع حوالي 2 شيكل إسرائيلي (حوالي 0.60 دولار) لكل خزان سعة 1000 لتر يستخدم للري.
في هذا السياق، قال شالوف: "نحن نستخدم كميات هائلة من المياه للمحاصيل، فالخزان سعة 1000 لتر لا يعد شيئاً. إذا كان علينا دفع شيكلين لكل خزان، فإنَّ عملية الزراعة برمتها تصبح أحياناً غير جديرة بالجهود".
أشار المزارع إلى أنه بسبب اعتقاد العديد من المزارعين أن محاصيلهم ستتضرر بسبب المياه الملوثة، فإن عدداً منهم باعوا أراضيهم، أو بنوا عليها شققاً سكنية بدلاً من ذلك.