أفادت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بأن إجلاء آلاف اللاجئين الأفغان إلى بريطانيا في أعقاب سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، تسبب في زيادة وتيرة استهداف جماعات اليمين المتطرف بالبلاد للفنادق التي تؤوي هؤلاء اللاجئين، وذلك حسبما نقلت الصحيفة عن مراقبي أنشطة هذه الجماعات المتطرفة.
تعد منظمة Britain First إحدى هذه الجماعات والمنظمات المتورطة في هذه الأنشطة، وقد أشارت في موقعها الخاص، إلى أنها أقدمت على أكثر من عشر زيارات غير مرغوب فيها خلال الأسابيع الأخيرة، لفنادق تؤوي لاجئين أفغاناً في مناطق تضم مدن تلفورد وستوك أون ترينت وكولتشستر.
"استيلاء المسلمين على أوروبا"
تقول حملة Hope Not Hate، التي تراقب أنشطة اليمين المتطرف، إن خطط إعادة توطين اللاجئين الأفغان صارت بؤرةً لتنسيق جهود العديد من هذه الجماعات. وتوضح أن وصول اللاجئين أدى إلى إعادة "إحياء وانتقاء الهجمات المماثلة التي استُخدمت خلال أزمة سوريا".
كما تضيف الحملة أن اليمين المتطرف يستخدم سرديات الإسلاموفوبيا التي على شاكلة "استيلاء المسلمين على أوروبا"، ويصور اللاجئين بأنهم إرهابيون محتملون أو متحرشون جنسيون محتملون.
في الجهة المقابلة، تدّعى منظمة Britain First وحزب For Britain المنتمي إلى اليمين المتطرف، أنهم قلقون من تكلفة إعادة توطين الأفغان على دافعي الضرائب، وركز حزب For Britain على ادّعاء أن الهجرة الجديدة سوف تزيد من نسب البطالة بين العمال البريطانيين.
كذلك، تروج جماعة Patriotic Alternative، وهي جماعة سياسية قومية بيضاء، دفع أتباعها إلى مكاتبة أعضاء البرلمان في مناطقهم؛ من أجل الاحتجاج على إعادة توطين الأفغان بالمملكة المتحدة، وقد علقت سلسلة من اللافتات الكبيرة تحمل كلمة "لن تستبدلونا"، وضمن ذلك لافتة في دائرة وزيرة الداخلية بريتي باتيل.
اعتداءات المتطرفين وفيديوهات ترويجية
أوضحت صحيفة The Guardian أن زيارات منظمة Britain First تسير على نهج متشابه.
إذ تبدأ الفيديوهات بالموسيقى نفسها ثم تعرض اللقطات، التي تنبع على الأرجح من المواد الترويجية المتاحة على مواقع الفنادق، والتي تُظهر غرفاً فاخرة ومساحات عامة داخل الفندق. ثم يصور نشطاء اليمين المتطرف أنفسهم بينما يظهرون في هذه الفنادق ويحاولون العثور على اللاجئين، الذين يصفونهم خطأً بالمهاجرين غير الشرعيين.
إذ يقترب هؤلاء من اللاجئين الأفغان إما داخل الفنادق وإما في باحاته، ويسألونهم من أين ينحدرون وما إذا كانوا ينتظرون الحصول على منزل.
عندما يعترض طريقهم عمال الفندق يقولون إنهم يلتقطون صوراً ولقطات لمواقع التواصل الاجتماعي، بدون ذكر اسم المنظمة التي ينتمون إليها، وعند هذه المرحلة يتبعهم عمال الفنادق عادةً أو يطلبون منهم الابتعاد عن مباني الفنادق.
يقول القائمون على منظمة Britain First إنهم تعرضوا للحظر في عديد من منصات التواصل الاجتماعي، وضمن فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستغرام وتيك توك. وعوضاً عن ذلك، تطلب المنظمة من مؤيديها تحميل تطبيق تليغرام، حيث تبث كثيراً من فيديوهاتها المناهضة للمهاجرين، التي التقطتها في هذه الفنادق.
بحسب حملة Hope Not Hate، حصدت بعض هذه الفيديوهات الحديثة المنشورة على تليغرام 40 ألف مشاهدة.
حملات منظمة
وأوضحت الصحيفة أن شخصية اليوتيوب اليميني المتطرف بول جوزيف واتسون نشر مؤخراً بشأن الآراء السلبية على موقع السفر Tripadvisor، والتي ينشرها الزوار البريطانيون لأحد فنادق بلدة سكاربورو الساحلية، الذي يؤوي عائلات أفغانية لاجئة.
الصحيفة ذاتها أوضحت أن جماعات اليمين المتطرف تستحث أتباعها على نشر آراء سلبية على موقع Tripadvisor عن الفنادق التي تؤوي اللاجئين الأفغان.
وكانت منظمة Britain First قد نظمت مؤخراً احتجاجاً خارج فندق يؤوي لاجئين أفغاناً بالقرب من مدينة ويغان. وزعمت المنظمة أن اللاجئين الذكور في الفندق كانوا يتحرشون جنسياً بفتيات المدارس، وهي ادعاءات قالت الشرطة إنها باطلة. وليست هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها أتباع اليمين المتطرف هذه الادّعاءات الباطلة.
إذ قال متحدث باسم حملة Hope Not Hate: "يمكن على نحو قاتم، توقُّع رؤية اليمين المتطرف يضايق اللاجئين الأفغان حيث يعيشون. لطالما كانت الهجرة بؤرة تركيز اليمين المتطرف، لكنهم يستفيدون من خطة إعادة توطين الأفغان كي يجمعوا بين الاستعارات المعادية للإسلام والكراهية المناهضة للمهاجرين".