بينما قد يكون منطقياً أن يشعر الإنسان بضغط في الأذنين أو اتساع مجرى التنفس عند التمخط بقوة، إلا أن العين تدمع أحياناً، لماذا؟
اتضح أنه عندما يقوم شخص ما بإخراج الماء من عينه، فإنه يضغط على كيس في جسر الأنف (حيث تجلس النظارات عادة) والذي يحمل السوائل التي تتسرب من العين. ويسمى هذا الكيس بالكيس الدمعي، وهو جزء من نظام القناة الدمعية.
وتُعتبر القنوات الدمعية، التي تسمى أيضاً القنوات الأنفية الدمعية، بمثابة نوعٍ من الأنابيب في الجفون السفلية والعلوية التي تقوم بتصريف السائل من حول العينين، كما تقود إلى الأكياس المليئة بالسوائل.
لماذا تدمع العين عند التمخط?
أخصائية طب العيون في مجموعة Northwestern Medicine Regional Medical Group في إلينوي والمتحدثة الطبية باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون الدكتورة ميشيل أندريولي قالت: "نظام الصرف هذا هو في الأساس أشبه بالمجاري لدموع العين. حيث ينفتح تصريف القناة الدمعية عند نتوء صغير يمكن رؤيته بين الجفنين العلوي والسفلي، في الزاوية الداخلية بالقرب من الأنف".
ويصب هذا السائل عادة في الأنف والحلق. على سبيل المثال، هذا هو سبب سيلان الأنف عندما يبكي الشخص، إذ يتدفق السائل من العين عبر القنوات الدمعية إلى الكيس، ثم إلى الأنف والحنجرة.
وعلى طول الطريق، هناك صمامات تمنع الهواء أو السائل من الرجوع إلى العين. ولكن مع الضغط، قد يتمكن بعض الأشخاص من عصر أو ضخ السوائل في الكيس والقناة. حتى أنه قد يصدر صوتاً عالياً، وفقاً لتقارير الحالة المنشورة في دورية Journal of Otolaryngology and Rhinology العلمية عام 2020.
وقالت ميشيل لموقع Live Science: "قد يعاني بعض الأشخاص من ارتداد أو تدفق من خلال القناة الدمعية". ويمكن أن يكون هذا التدفق عبارة عن هواء من الممرات الأنفية يخرج من القناة الدمعية أو السائل المتجمع في الكيس الدمعي، والذي يتم دفعه للخارج بالضغط عند العطس الشديد أو انسداد الأنف.
وإحدى الطرق الأكثر شيوعاً للضغط على تجويف الأنف هي إجراء مناورة فالسالفا:
خذ نفساً عميقاً، وأغلق الفم، واضغط على الأنف، ثم تمخط لمدة 10 إلى 15 ثانية. يؤدي الضغط الناتج عن هذه المناورة إلى "فرقعة" الأذنين والضغط على تجويف الأنف. وقد أبلغ بعض الأشخاص عن تدفق الحليب أو نفث الدخان عبر هذه القناة عند إجراء هذا النوع من مناورات زيادة الضغط.
وافترض كاتبو التقرير أن الأشخاص الذين يمكنهم دفع الهواء أو السائل عبر قنواتهم الدمعية قد تكون لديهم صمامات غير طبيعية، مما يسمح للسائل بالانتقال مرة أخرى إلى القناة والعين.
هل يمكن إيذاء العين؟
رغم أنه أمر قليل الحدوث، إلا أن سيدة بريطانية تعرضت لكسر في محجر عينها اليسرى حسب ما كشف كشف التصوير المقطعي للعظام في وجهها.
ونشرت الدورية البريطانية الطبية BMJ إن السيدة أصيبت بكسر في أحد العظام المحيطة بالعين.
بدوره قال الطبيب المشرف على حالة السيدة آنذاك سام مايرز، وهو جراح في مستشفى جامعة نورث ميدلسكس في لندن إنه ليس أمراً نادراً
وأوضح أن إحدى العظام الموجودة في أرضية تجويف العين رقيقة ويمكن أن تنكسر بمثل هذه الإصابات الحادة؛ والتي أضيف إليها التمخط بقوة، إذ كسرت هذه المرأة عظماّ مجاوراً للعين، يصعب كسره، على حد قوله.
وقال مايرز إن الناس يضغطون بقوة داخل أنفهم عند التمخط، لكن من النادر جداً أن يخلق هذا الضغط قوة كافية لكسر محجر العين، وإن كان يتسبب في ذرف الدموع.