تسبَّب خلاف اندلع عقب مباراة لكرة القدم في العراق، في مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين بجروح، في نزاع عشائري بمحافظة ذي قار جنوب البلاد، التي أصبحت تشهد بكثرة تطور مشاجرات بسيطة إلى قتال يسقط فيه ضحايا.
وكالة الأناضول نقلت عن مصدر في شرطة محافظة ذي قار -لم تذكر اسمه- قوله إن "خلافاً اندلع بين شباب خلال المشاركة في مباراة محلية لكرة القدم بمنطقة الكعيكة في مدينة الناصرية، تطور لاحقاً إلى نزاع مسلح".
أضاف المصدر أن "النزع المسلح اندلع بين عشيرة آل شدود وعشيرة آل زبيد، واستُخدمت فيه مختلف الأسلحة، وشارك فيه مئات المسلحين، ما تسبب في مقتل 4 من الطرفين وإصابة 9 آخرين بجروح".
تسببت هذه الاشتباكات في دفع السلطات لتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في مسعىً منها لاحتواء الموقف واستعادة الأمن، بعد أن فشلت الوساطات في إنهاء القتال بين مسلحي العشيرتين.
يأتي ذلك بينما تشهد المحافظات الجنوبية في العراق اشتباكات متكررة بين القبائل باستخدام أسلحة متوسطة وخفيفة، وعادة ما تعمل الحكومة على فضها عبر التصالح بين الطرفين.
ويجيز القانون احتفاظ كل أسرة عراقية بقطعة سلاح خفيفة بعد تسجيلها لدى السلطات المعنية، غير أن عراقيين يحتفظون، بموجب الأعراف القبلية، بالكثير من الأسلحة في منازلهم، بينها قذائف صاروخية.
انتشار واسع للأسلحة بالعراق
تنتشر في عموم العراق الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، منهم 40% دون الـ14 عاماً، حوالى 7,6 مليون قطعة سلاح خفيف، وفقاً لمسح أجري عام 2017، فيما قد يكون عدد الأسلحة غير المعلن عنها أكبر بكثير، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
لا تقتصر أسلحة العشائر على الرشاشات الخفيفة، فهي تملك صواريخ ومدافع رشاشة وعجلات مدرعة وأسلحة أخرى ثقيلة تستخدم أحياناً خلال القتال العشائري.
كان العراق قد شهد أحداثاً دموية جراء خلافات عشائرية على أمور بسيطة، ففي يونيو/حزيران 2021، قُتل طفل وأصيب 4 أشخاص في محافظة ميسان، خلال تبادل لإطلاق النار برشاشات كلاشنيكوف وحتى قذائف صاروخية.
تسبب في هذه "المعركة" شجار بين طفلين دون العشر سنوات، رفض أحدهما وهو ينتمي إلى عشيرة الفراطسة، إعادة مبلغ ألف دينار (أقل من دولار) اقترضه من صديقه من عشيرة البوعلي، وتدخّل والد الأخير وضرب الطفل الآخر، ليتطور الأمر إلى اشتباك مسلح، بحسب الوكالة الفرنسية.
بعد أسبوع من هذه الحادثة، اندلع نزاع آخر بالسيوف في قضاء الكحلاء في المحافظة نفسها، بين أشخاص من عشيرة النوافل، بسبب شتم أحدهم شخصية دينية نافذة.
قُتل جراء ذلك ثلاثة أشخاص وجرح اثنان من أفراد العشيرة، وأوقف سبعة أشخاص بعد انتشار الشرطة لوقف تفاقم المشاجرة.
سبق ذلك أيضاً بنحو شهر، خلاف خلال مباراة كرة قدم بين عشيرتي الفريحات والرسيتم، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة بجروح، في ناحية بني هاشم الحدودية مع إيران.