قالت صحيفة "لوفيغارو"، الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرغب في أن يعلن قبل عيد الميلاد، عن تشييد ستة مفاعلات نووية جديدة في بلاده تعمل بالماء المضغوط.
الصحيفة أوضحت أن الارتفاع الشديد في أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وتأثير ذلك على الإنفاق المنزلي على الطاقة قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كان لهما أثر كبير في اتخاذ قرار تشييد المفاعلات الجديدة.
كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي كبير لم تسمه قوله إن "أزمة الطاقة توضح أننا على حق في اختيارنا الطاقة النووية في مسعانا للتحول إلى مصادر للطاقة صديقة البيئة"، فيما لم يصدر بعد تعليق من الرئاسة الفرنسية حول ما ذكرته الصحفية.
كان ماكرون قد تعهد، في بداية توليه الرئاسة، بتقليص الاعتماد على المفاعلات النووية من 75 بالمئة إلى 50 بالمئة بحلول عام 2035، لأسباب تتعلق باهتمام فرنسا في حماية البيئة، وتنويع مصادر الطاقة في البلاد، لكن أزمة أسعار الطاقة تُغير الأجواء في باريس، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وصلت أزمة الغاز في أوروبا لمستوى خطير، وانتشرت المخاوف من أن تضطر القارة إلى إغلاق مصانعها من أجل ضمان تزويد المنازل بالغاز للتدفئة، في وقت تسجل فيه أسعار الغاز مستويات قياسية.
إذ باتت أسعار الغاز في أوروبا في حالة تقلب مستمرة، وسط توقعات من أن يتفاقم الأمر؛ خصوصاً بعدما جاء الشتاء قارس البرودة وانخفضت الحرارة إلى مستوى التجمد أو دونه.
على إثر ذلك تعيش الأسواق الأوروبية حالة تأهب في ظل أزمة الغاز الحالية، وهي بانتظار تحديثات حول الإمدادات الجديدة التي ستأتي عبر خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي لم يكتمل بعد، والذي يربط بين روسيا وألمانيا.
بحسب وكالة الأناضول، فإن أسعار الغاز ارتفعت أربعة أضعاف في السوق الأوروبية منذ بداية العام، وبلغت مستوى قياسياً الأسبوع الماضي عند 1937 دولاراً لكل ألف متر مكعب، في حين تراجعت المخزونات الاحتياطية الأوروبية إلى النصف.
يُشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة توقعت، الخميس الفائت، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عامي 2021 و2022، مراهنةً بذلك على الإقبال الكبير على الخام لاستبدال الغاز والفحم بعدما أصبحت أسعارهما مرتفعة.
إذ تدفع أسعار الغاز والفحم المرتفعة الصناعات التي تستخدم الطاقة بشكل كبير، ومنتجي الكهرباء، إلى الانتقال إلى النفط "كي تبقى الأنوار مضاءة وتواصل الماكينات العمل"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
قد تؤدي أزمة الطاقة العالمية أيضاً في المجمل إلى زيادة الطلب على الخام بمقدار 500 ألف برميل إضافي في اليوم، مقارنة بالفترات العادية، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.