أهدى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس عبد الفتاح السيسي نسخة فريدة من مصحف الأزهر، وذلك خلال احتفالية جمعتهما بمناسبة المولد النبوي الشريف، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
في بيان نشرته وسائل إعلام مصرية، قال الأزهر إن العمل في هذا المصحف الشريف قد استغرق قرابة 20 عاماً، استخدمت فيه زخارف هندسية مستوحاة من مخطوطات قرآنية تعود للحقبتين الإيلخانية والمملوكية، مع مقاربة للألوان المستخدمة في التذهيب والزخرفة.
كما أوضح الأزهر أن هذا الإصدار طُبع باستخدام أجود أنواع الورق المصنوع من القطن الصافي والخالي من الأحماض للمحافظة على رونق الذهب والألوان زمناً طويلاً.
وأشار البيان إلى أنه تم "تحضير غلاف المصحف من جلد البقر الطبيعي الصافي المدبوغ نباتياً، مع نقش للألوان والذهب ونقش حراري غائر محاكاة للأنماط المملوكية الهندسية".
وأشار إلى أنه تمت كتابة هذا المصحف الشريف باستخدام خط الملك فؤاد، الذي أعيد تجديده آلياً بواسطة برنامج خاص على الحاسوب، بعد الاستعانة بخطاطين مهرة في الخط النسخي، معتمدين على ما كان كتبه الخطاط محمد جعفر بك المتوفى عام 1916.
كان محمد جعفر بك قد وضع القاعدة النسخية للمطبعة الأميرية التي تمثل أبدع قاعدة خطية شهدها العالم الإسلامي، فكان أول مصحف أصيل مطبوع بالحروف المعدنية المنفصلة عام ١٩٢٤.
علاقة متأزمة
يشار إلى أن العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تضمنت كثيراً من الخلافات، بدأت منذ موقف شيخ الأزهر الذي أدان فيه مذبحة رابعة عام 2013، التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي.
قضايا كثيرة كانت محل نزاع علني بين السيسي وشيخ الأزهر كان أهمها وقوع الطلاق الشفوي، وتكفير الجهاديين واتباع الحركات المتشددة، ووصلت إلى حد هجمات مكثفة على شيخ الأزهر في وسائل الإعلام المصرية.
كما ترددت أنباء مرات عدة عن احتمال عزل شيخ الأزهر، أو إجراء تعديل دستوري مثل الذي اقترح في بداية 2019، لا يبقي شيخ الأزهر مدى الحياة في منصبه، على غرار كل مناصب الدولة.
وقد قاوم الطيب خطة السيسي وأجهزته الأمنية للسيطرة على الأزهر، لكنه شكا من الاضطهاد الإعلامي وهذه العزلة الإعلامية، قائلاً إن القنوات ترفض ظهور علمائنا للرد على مهاجمي الأزهر.