أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن النظام والمعارضة السورية اتفقا، ضمن أعمال اللجنة الدستورية، على البدء بصياغة مسودة إصلاح دستوري، الأسبوع المقبل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بيدرسون بمقر المنظمة الدولية في مدينة جنيف، عشية بدء أعمال جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الإثنين.
حيث قال: "الرئيسان المشاركان (عن المعارضة هادي البحرة، وعن النظام أحمد الكزبري) يتفقان الآن على أننا لن نقوم فقط (في الجولة السادسة) بالإعداد للإصلاح الدستوري، بل نبدأ بالصياغة؛ فالأمر الجديد هذا الأسبوع هو أننا سنبدأ بعملية صياغة للإصلاح الدستوري".
تأتي تصريحات بيدرسون، وهو دبلوماسي نرويجي مخضرم، بعد أن التقى مع الأطراف المشاركة في رئاسة اللجنة معاً لأول مرة قبل محادثات تستمر أسبوعاً.
بيدرسون أضاف في تصريحات للصحفيين: "اجتمعت الأحد مع الوفود، وكان هناك اجتماع مهم أيضاً مع الرئيسين المشتركين، جلسا معي لإجراء مناقشة صريحة وموضوعية بشأن كيفية العمل في الإصلاح الدستوري والتخطيط للأسبوع المقبل".
"مبادئ واضحة"
في حين أشار إلى أن محادثات اللجنة الدستورية ستناقش "مبادئ واضحة، واتفقنا على وضع 4 عناوين ونصوص للتوافق عليها، فلنعمل بجهد خلال هذا الأسبوع، وعندما نجتمع الجمعة، سنتمكن من إيجاز ما حققناه"، دون أن يذكر تفاصيل حول تلك المبادئ.
فيما تتكون المجموعة المصغرة من اللجنة من 45 عضواً يمثلون النظام والمعارضة والمجتمع المدني بالتساوي، وتأتي جولتها السادسة بعد شهور من التوقف و5 جولات من الفشل.
مهمة تلك اللجنة تتمثل في وضع دستور جديد يفضي إلى انتخابات تُجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.
"هدوء نسبي"
كما تطرق بيدرسون إلى الأوضاع الإنسانية الميدانية بالقول: "منذ مارس/آذار 2020 ساد هدوء نسبي في محافظة إدلب (شمال غرب)، ويومياً هناك قتل وجرح للمدنيين".
زاد بقوله: "ولذلك ناشدت ضرورة تصحيح هذا الوضع، وهناك وضع إنساني واقتصادي خطير، إذ إن 30 مليون سوري بحاجة لمساعدة إنسانية و90% يعيشون تحت خط الفقر".
واللجنة الدستورية، بحسب بيدرسون، هي "مساهمة هامة للعملية السياسية، ولكنها ليست الوحيدة لحل الأزمة، ويجب العمل بجدية في اللجنة الدستورية والتصدي للأزمة الإنسانية في الوقت نفسه".
أما رداً على سؤال عن توقعاته للجولة الجديدة من الاجتماعات، أجاب: "لا أعرف.. سنرى كيف تمضي الأمور هذا الأسبوع، والموضوع لا يعتمد فقط على اجتماع الـ45، بل يعتمد أيضاً على الاقتراحات من المجموعة الموسعة (للجنة) المكونة من 150 عضواً".
الدور الروسي
في السياق، يقول دبلوماسيون غربيون إن روسيا دفعت دمشق في الأسابيع الأخيرة لإبداء مرونة في المحادثات، وزار بيدرسن موسكو مرتين في الشهور الأخيرة.
كان بيدرسون قد أعلن، في يناير/كانون الثاني المنصرم، أن ممثلي الأسد رفضوا مقترحات تقدمت بها المعارضة السورية، إضافة إلى أفكار خاصة طرحها المبعوث.
يشار إلى أنه في مارس/آذار 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن رئيس النظام بشار الأسد، أقدم على قمعها عسكرياً وبشكل دموي، ما دفع بالبلاد إلى حرب مدمرة.
تلك الحرب تسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم. وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.6 مليون لاجئ، بينما تستضيف الدول الأوروبية أكثر من مليون سوري.