متحور دلتا يدفع منظمة الصحة لتغيير موقفها.. أوصت بجرعة ثالثة من لقاح الصين للكبار رغم رفضها

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/13 الساعة 15:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/13 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية للقاحات كورونا - رويترز

قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن منظمة الصحة العالمية أكدت أن لجنة خبراء مستقلة أوصت بوجوب إعطاء أي شخص تلقى جرعات من لقاحي سينوفارم أو سينوفاك الصينين، ويزيد عمره عن 60 عاماً، جرعةً إضافية، إما من اللقاح الذي تلقاه بالفعل أو من لقاح آخر.

في المقابل، ورغم أن العديد من الدول توصي فعلاً بتوفير جرعات معززة في غمرة التهديد الذي يمثله متحور دلتا، لم تكن منظمة الصحة العالمية متحمسة كثيراً لفكرة الجرعات الإضافية. إذ دعا المسؤولون في المنظمة إلى وقف الجرعات المعززة حتى نهاية العام، متعللين بالحاجة الماسة للجرعات الأولى في العديد من الدول الفقيرة.

توصيات فريق مختص

لم تأتِ توصيات فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين (SAGE) بعد اجتماع له في الأيام القليلة الماضية، في إطار أنها جرعات معززة وإنما جرعة ثالثة تقدم لفئات معينة لتوفير المستوى المتوقع من التطعيم المعتاد للقاحات المدعومة من منظمة الصحة العالمية.

من جانبها، قالت كيت أوبراين، مديرة اللقاحات بمنظمة الصحة العالمية للصحفيين يوم الإثنين: "هذا أمر مختلف عن إعطاء جرعات إضافية وجرعات معززة للأشخاص الذين كانت استجابتهم الأولية قوية للتطعيم".

على أن العديد من البلدان التي استخدمت لقاحات صينية بدأت بالفعل في تقديم جرعات ثالثة معززة، غالباً لقطاع أوسع من السكان وليس لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً فقط.

في سياق متصل قد تمتد الشكوك حول سينوفارم وسينوفاك إلى بكين: إذ ذكرت المجلة الصينية Caixin في يوليو/تموز، أن المسؤولين يفكرون في تقديم جرعات ثالثة مصنّعة بالتعاون مع شركة بيونتك الألمانية.

هذه التحولات قد تؤدي إلى زيادة الضغط على إمدادات اللقاحات التي تنتجها شركة فايزر وموديرنا، التي تعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA الجديدة، وليس التقنية القديمة التي تستخدمها سينوفارم وسينوفاك، والتي تعتمد على نسخة غير نشطة من الفيروس لإثارة استجابة مناعية لفيروس كورونا.

ضعف جهاز المناعة 

في المقابل لم تؤثر توصيات فريق الخبراء على اللقاحات الصينية فقط. إذ أوصت اللجنة أيضاً بضرورة تقديم جرعة إضافية من لقاح فيروس كورونا للأشخاص المصابين بضعف في جهاز المناعة مهما كان اللقاح الذي استخدموه.

لكن التوصية الشاملة بجرعات ثالثة لمستخدمي اللقاحات الصينية ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً قد يكون تأثيرها أكبر. فواحد من كل 5 من سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار يزيد عمره عن 60 عاماً. وتزعم الصين أنها قدمت 2.2 مليار جرعة على المستوى المحلي.

لا تُستخدم هذه اللقاحات على نطاق واسع في الصين، أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض، فحسب، بل تُباع إلى دول في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا، فيما وصفه بعض النقاد بدبلوماسية اللقاحات.

من جانبها تعهدت الصين أيضاً بالتبرع بـ 67.8 مليون جرعة لـ93 دولة، تشمل جرعات في إطار مبادرة كوفاكس لتوزيع اللقاحات التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، وتساعد الدول منخفضة الدخل في نيل نصيبها من الجرعات.

وفقاً لمشروع Think Global Health التابع لمجلس العلاقات الخارجية، الذي يتتبع تبرعات اللقاحات على مستوى العالم، تبرعت الصين بـ49.5 مليون جرعة من اللقاحات الصينية بحلول أواخر سبتمبر/أيلول 2021، متفوقة بذلك على جميع الدول الأخرى باستثناء الولايات المتحدة.

حيث قال يواكيم هومباخ، سكرتير اللجنة، في حديثه إلى المراسلين يوم الإثنين، إن البيانات المتعلقة بلقاحي سينوفارم وسينوفاك "أظهرت بوضوح" أن "اللقاح يتضاءل تأثيره بعد جرعتين" لدى من تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وإنهم يتوقعون "ارتفاع درجة الحماية".

تحميل المزيد