أظهرت نتائج استبيان أُجري على الآلاف أن الأزمة السكانية للصين يُتوقع لها أن تتعاظم، بعد أن أفاد استبيان بأن أكثر من 4 نساء من أصل 10 نساء، قلن إنهن يرغبن أن يبقين عازبات، أو إنهن يشكّون في أنهن يمكن أن يتزوجن في أي وقت قادم.
صحيفة The Times البريطانية قالت الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الاستبيان أُجري على نحو 3 آلاف مشارك ومشاركة من النساء العازبات والرجال العزاب من سكان الحضر.
كانت تتراوح أعمار هؤلاء بين 18 عاماً و26 عاماً، وأُجري الاستبيان عن طريق "عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية"، وهي إحدى أذرع الحزب الحاكم في الصين.
44% من النساء الشابات قلن في الاستبيان، إنهن غير راغبات في الزواج، أو إنهن غير متأكدات من أنهن يمكن أن يفعلن ذلك، فيما أفاد 34% من الرجال بنفس الأمر.
بحسب الاستبيان، تكمن أحد الأسباب الرئيسية في نفور الشباب والشابات من الزواج في ارتفاع تكاليف الإسكان، وقال أحد الأشخاص المستطلعة آراؤهم في الاستبيان للباحثين: "يوجد في أي مدينة كبيرة نوعان من الشباب: من يملكون شقة، ومن لا يملكون. فكيف يمكن لمن لا يملكون أن يقعوا في الحب؟".
كذلك ذكر أكثر من 56% من المشاركين في الاستبيان أن التكاليف الباهظة لتربية الأطفال تشكل رادعاً كذلك.
إضافة إلى ذلك كان هنالك نفور فلسفي من الزواج، إذ قالت ثلاثة أرباع النساء إنهن "لا يؤمنّ بالزواج"، وبالمقارنة قال نفس الرأي أقل من ثلث المشاركين في الاستبيان من الذكور. وأرجع الباحثون ذلك إلى التجارب الشخصية السيئة للعلاقات وانتشار تقارير العنف الزوجي.
تراجع المواليد في الصين
الباحثون في الصحيفة الحكومية Guangming Daily قالوا إنه "في السنوات الأخيرة، يظل كثير من الشباب بلا زواج. مسألة تأجيل الزواج وانخفاض الرغبة في الزواج صارت شاغلاً خفياً للمجتمع بأسره".
يشير أحدث بيانات تعداد للسكان إلى أنه ارتفع عدد السكان في الصين بأقل وتيرة له في العقد الأخير، إذ تراجع عدد المواليد بنسبة 18% ليصل إلى 12 مليون مولود في العام الماضي، بحسب الصحيفة البريطانية.
يتوقع أيضاً أن يتراجع عدد المواليد مرة أخرى هذا العام، وتخشى بكين أن البلاد مع تراجع سكانها الشباب، سوف تفتقر إلى الأيدي العاملة الماهرة، بما يكفي من أجل دعم اقتصادها وسكانها المسنين.
تحذر هذه النتائج صناع السياسة في البلاد حيال آثار انخفاض معدلات المواليد، وإعادة توازن الشيخوخة السكانية المتسارعة، لا سيما أن الصين كانت منذ وقت طويل تطبق سياسة لتحديد النسل، تُعاقب بموجبها العائلات الكبيرة بعقوبات مالية، نظراً إلى أنها كانت تحاول كبح جماح تعدادها السكاني المتزايد بسرعة، والبالغ عدده في الوقت الحالي 1.4 مليار نسمة.
صاحَب هذه السياسة عملية متسارعة من التحديث والتمدن، وهي عملية تتراجع خلالها عادةً معدلات المواليد.
محاولات لحل الأزمة
على المستوى الرسمي، تحاول السلطات أن تعالج الأزمة السكانية عبر قرارات أصدرتها، من بينها إقرار الحكومة قانوناً يسمح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال بدلاً من الاكتفاء بواحد فقط.
لكن مع استمرار تردد العديد من الأزواج في توسيع أسرهم، توجهت بعض المناطق لتقديم حوافز مالية لتشجيع المزيد من الإنجاب، وفق ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2021.
فمثلاً ستتلقى العائلات في بعض القرى إعانات شهرية حتى يبلغ أطفالهم عامين ونصف العام، والتي يمكن أن يصل إجماليها إلى أكثر من 15000 دولار لكل طفل.
كما تخطط الحكومة المحلية أيضاً لتقديم إعانات نقدية تصل إلى 1500 دولار لكل طفل سنوياً للعائلات التي لديها طفلان أو ثلاثة أطفال.
كان الزعماء الصينيون قد حددوا تراجع معدلات المواليد، بأنه واحد من أكبر تحديات السياسة الاجتماعية التي تواجههم خلال العقود القادمة.