كشف أحد المنشقين عن كوريا الشمالية عن إشرافه على "تصنيع عقار الميثامفيتامين (الكريستال ميث) في معمل مخدرات بأوامر رسمية من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وذلك في واحدةٍ من مؤامرات النظام الإجرامية العديدة لجني المال"، مؤكداً أنه تلقى تعليمات سابقة بإرسال قتلة لتصفية منتقدي وخصوم النظام، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث قال المنشق المعروف بالاسم المستعار كيم كوك سونغ، لشبكة BBC البريطانية، إنّه كان ضابط مخابرات برتبة عقيد لمدة 30 عاماً وأُمِرَ بجمع "الأموال الثورية" أثناء مجاعة "مسيرة المعاناة" المدمرة في التسعينيات.
المنشق الذي يقيم حالياً في كوريا الجنوبية، أضاف: "إنّ إنتاج العقاقير المخدرة في كوريا الشمالية خلال عهد كيم جونغ إيل قد بلغ ذروته إبان مسيرة المعاناة. وحينها نفدت خزائن إدارة العمليات من الأموال الثورية للقائد الأعلى. وبعد أن توليت المهمة، جلبت ثلاثة أجانب من الخارج إلى كوريا الشمالية، وبنيت قاعدة إنتاج في مركز تدريب مكتب اتصال 715 التابع لحزب العمال، وبدأت في إنتاج العقاقير المخدرة".
فيما أشار إلى أن إنتاجهم للعقاقير المخدرة كان قائماً على الكريستال ميث. وبعدها كنا نبيعه مقابل الدولارات التي كنا نُقدمها إلى الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ إيل المعروف بـ(الزعيم العزيز)".
كما ساعد كيم كوك سونغ، عام 2009، في إنشاء مكتب الاستطلاع العام، المُكلّف بجمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية وتأدية بعض المهام "الخاصة" مثل الهجمات السيبرانية.
خطط الاغتيال
في حين لفت إلى أنّه تلقى في الوقت ذاته الأوامر باغتيال هوانغ يانغ يوب، المساعد السابق رفيع المستوى لكيم جونغ إيل، الذي كان أبرز أبناء كوريا الشمالية المنشقين إلى كوريا الجنوبية على الإطلاق، موضحاً أن الأوامر وصلته حينها من نجل كيم جونغ إيل المدعو كيم جونغ أون، وهو القائد الأعلى الحالي للبلاد.
تلك الأوامر كان غرضها الأساسي بالنسبة لكيم جونغ أون هو إرضاء القائد الأعلى (والده)، بحسب المنشق البارز، والذي شدّد على أن "الإرهاب في كوريا الشمالية، كان هو الأداة السياسية التي تحمي كرامة كيم جونغ إيل وكيم جونغ أون. لقد كانت تلك الأوامر بمثابة الهدية التي تُثبت ولاء الخلف لقائده العظيم".
لكن خطة الاغتيال فشلت وتم القبض على منفذيها، الذين يقضون حالياً عقوبات بالسجن داخل كوريا الجنوبية.
فيما ذكر الجاسوس السابق أنّ الكوريين الشماليين كانوا يتنكرون في صورة جنوبيين، ويعملون كجواسيس داخل الحكومة الكورية الجنوبية، مشيراً إلى أنّه لطالما اشتبه في أنّ غرق سفينة البحرية الكورية الجنوبية عام 2010 وقصف الجزيرة النائية قد تم تنفيذه على يد كوريا الشمالية بأوامر من كيم جونغ إيل قبل وفاته عام 2011.
هجمات سيبرانية
بخلاف ذلك، أكّد كيم كوك سونغ أنّ كوريا الشمالية هي المسؤولة عن هجوم البرمجيات الخبيثة WannaCry عام 2017، الذي أثّر على 300 ألف حاسوب في 150 دولة حول العالم، على حد قوله.
هذه الأسرار لم يتم الكشف عنها في السابق، وتثير ردود فعل في الدولتين. وهذه هي المرة الأولى التي يُجري فيها ضابط عسكري كبير منشق عن كوريا الشمالية مقابلة تلفزيونية مع شبكة تلفزيونية كبيرة.
تطوير الأسلحة
في السياق، شدّد كيم جونغ أون على أن تطوير الأسلحة ضروري لمواجهة السياسات الأمريكية العدائية والحشد العسكري الكوري الجنوبي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول.
إلا أن تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية نقل عن كيم قوله، في كلمة ألقاها في معرض التطوير الدفاعي، وهي قاعة ضمت أكبر صواريخ في البلاد، إن بيونغ يانغ تزيد من قوتها العسكرية دفاعاً عن النفس وليس لشن حرب.
يشار إلى أن الكوريتين في سباق تسلح متسارع، إذ تختبران صواريخ باليستية قصيرة المدى متقدمة وأسلحة أخرى.
إذ اختبرت كوريا الجنوبية مؤخراً أول صاروخ باليستي من إنتاجها ينطلق من غواصة، وهي تعتزم تصنيع أسلحة رئيسية جديدة تشمل حاملات طائرات، كما اشترت مقاتلات شبح أمريكية من طراز إف-35.
بينما تمضي كوريا الشمالية قدماً في برنامجها الصاروخي، ويقول محللون إنها بدأت توسعة كبيرة في مفاعلها النووي الرئيسي المستخدم في إنتاج وقود لصنع قنابل نووية.
تزامن أحدث إطلاق للصواريخ مع محادثات يجريها وزيرا خارجية كوريا الجنوبية والصين في سول قبل أيام وسط مخاوف من تجربة كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة ومفاوضات نزع السلاح النووي المتعثرة.