تبذل شركة "فيسبوك" العملاقة جهوداً من أجل تهدئة موظفيها، بعد نشر تسريبات عن مخالفات ارتكبتها، وكشفت عنها موظفة سابقة في الشركة، وضعت الأخيرة أمام انتقادات وضغوط في أمريكا والعالم.
صحيفة The New York Times الأمريكية، قالت الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، شارك في جلسة أسئلة وأجوبة مع الموظفين الأسبوع الماضي.
سُئل زوكربيرغ عن فرانسيس هوغن، المديرة السابقة في فيسبوك، التي تحولت إلى مبلِّغة عن المخالفات التي ترتكبها الشركة، ومن بين ما قالته إن فيسبوك يفضل المال على سلامة المستخدمين، ثم أدلت أمام الكونغرس بشهادة كشفت فيها عن أضرار محتملة للشبكة على أفراد المجتمع.
أمضى زوكربيرغ نحو 20 دقيقة في مناقشة ما تناولته هوغن من مخالفات وشهادتها، كل ذلك دون أي ذكر لاسم فرانسيس، وقال عن بعض تصريحاتها: "من السهولة بمكان دحضها".
تشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن تعليقات زوكربيرغ تأتي ضمن تحركات داخلية، بدأتها شركة فيسبوك لاحتواء التداعيات الناجمة عما كشفت عنه هوغن.
المسؤولون التنفيذيون في فيسبوك، كانوا شككوا علناً في مصداقية هوغن، ووصفوا اتهاماتها بأنها باطلة، لكن ذلك لم يمنعهم من التحرك بلا توانٍ في مواقعهم الداخلية بالشركة، محاولين التشبث ببقايا حسن النية لدى أكثر من 63 ألف شخص من العاملين بالشركة وتهدئة مخاوفهم بشأن ما كشفت عنه الموظفة السابقة.
لمواجهة ادعاءات هوغن أجرى المسؤولون التنفيذيون فعاليات داخلية تضمنت نقاشات مباشرة مع الموظفين، وعقدوا جلسات إحاطة طارئة وأصدروا العديد من النشرات، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
وفقاً لإحدى هذه النشرات قدَّم مسؤولو الشركة أيضاً معلومات حول الكيفية التي ينبغي أن يستجيب بها الموظفون لأي "أسئلة يطرحها عليهم الأصدقاء أو أفراد العائلة بخصوص الأحداث الأخيرة".
كذلك نقلت الصحيفة عن مصادر أن شركة فيسبوك سارعت بالتحرك مع انقسام الموظفين في مواقفهم حول ما كشفت عنه هوغن.
في إحدى الرسائل الداخلية التي تعود إلى الأسبوع الماضي، قال أحد الموظفين بالشركة إن هوغن كانت "قالت أموراً لطالما تحدث عنها كثير من الناس هنا منذ سنوات. ومن ثم، يجب على الشركة أن تنصت".
وصفت رسالة أخرى الشهادة بأنها "مذهلة"، وصاحبتها بأنها "بطلة"، لكن مع ذلك، فإن موظفين آخرين قالوا إنهم يجب إصدار أمر بتوقيف هوغن أو مقاضاتها لخرقِ اتفاقية عدم الإفشاء الموقعة مع شركة فيسبوك.
كما استهزأ موظفون بها زاعمين افتقارها إلى المعرفة بالموضوعات التي تناولتها في شهادتها أمام الكونغرس، وفقاً للرسائل التي اطلعت عليها صحيفة The New York Times.
من جانبها، رفضت هوغن التعليق على تصريحات زوكربيرغ أو المناقشات الداخلية للشركة، لكنها قالت في بيان إن أحد الأسباب التي دفعتها إلى الشهادة هو ما وصفته بنقصِ عدد الموظفين في الفرق التي كانت مسؤولة عن مواجهة حملات التضليل الإعلامية، وحماية نزاهة الانتخابات.
كانت شهادة هوغن أمام الكونغرس قد عرضت فيسبوك لضغوط من البيت الأبيض، الذي قال إنه "لا بد من فعل المزيد من العمل ومن إجراء إصلاحات بالنظر إلى مخاوف الخصوصية، والثقة التي أثيرت بشأن عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك".
في أحدث هجوم على "فيسبوك" أيضاً، شنَّت الصحفية الفلبينية ماريا ريسا، التي نالت الأسبوع الماضي جائزة نوبل للسلام، هجوماً لاذعاً على الشركة، مُتَّهِمةً إياها بأنَّها تهديد للديمقراطية وأنَّها "منحازة ضد الحقائق"، وأنها أخفقت في منع انتشار المعلومات المضللة.