أثار احتساب الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور هدف كيليان مبابي الذي فاز به منتخب فرنسا على نظيره الإسباني في المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية جدلاً واسعاً، وسط استياء واسع عبّرت عنه الصحف الإسبانية بعد نهاية اللقاء.
وتُوجت فرنسا ببطولة دوري الأمم الأوروبية بعد فوزها على نظيرتها إسبانيا 2-1، في المباراة النهائية التي أقيمت على ستاد سان سيرو في ميلانو.
النهائي الذي بدا فاتراً في معظم أوقاته أشعل شرارته المنتخب الإسباني منذ الدقيقة 64، لكنهم سرعان ما احترقوا بنيران "غادرة" إن صح التعبير، لم تكن في الحسبان.
هدف مبابي يثير الجدل
الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت لقطةً فجَّرت وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت جدلاً قد لا ينتهي قريباً.
وصلت المباراة إلى دقيقتها الثمانين، والنتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1، كانت الكرة بحوزة الفرنسي ثيو هيرنانديز على الجهة اليسرى، الذي ضرب الدفاع الإسباني بتمريرة، وضعت كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، في مواجهة مباشرة مع الحارس أوناي سيمون.
تلاعب كيليان بالحارس قبل أن يرسل الكرة من تحته، لتتهادى إلى الشباك هدفاً فرنسياً ثانياً، منح "الديوك" لقب دوري الأمم الأوروبية.
لكن الإعادة التلفزيونية أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن مبابي كان في موقف "التسلل"، لكن الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور اعتمد الهدف بعد التشاور مع مساعده في غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).
وبعد احتساب الهدف انفجر الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، لتنهال التساؤلات أين "الفار"؟ كيف تم احتساب الهدف؟
الإنجليزي تايلور برَّر احتساب الهدف، حيث صرَّح سيرجيو بوسكيتس، قائد منتخب إسبانيا بعد المباراة: "كان مبابي متسللاً، لكن الحكم قال إن إريك استحوذ على الكرة، وهنا بدأت لعبة جديدة".
وأضاف: "هذا الكلام لا معنى له، لم يرغب غارسيا في لعب الكرة، بل حاول استخلاصها كأي مدافع".
واتفق غارسيا مع بوسكيتس في طرح وجهة نظر الحكم، وقال: "لقد أخبرني الحكم أن هدف مبابي تم احتسابه حسب قانون التسلل الجديد في كرة القدم، ولكن لا أفهم ذلك، هذا القانون غير عادل، آمل أن يتم تغييره".
غضب إسباني
خبير التحكيم في صحيفة MARCA الإسبانية بدا غاضباً للغاية، وتساءل عن سبب عدم إظهار خط التسلل في الإعادة التلفزيونية، لتوضيح أن مبابي كان متقدماً عن آخر مدافع، عند لحظة تمرير الكرة.
وقال ألفونسو بيريز بورول: "الشيء المذهل هو أنهم لم يرسموا خطاً حتى يظهر مبابي في موقف تسلل واضح، اللاعب تداخل في اللعب، وكان متسللاً حتى بعد لمس المدافع الإسباني الكرة".
أما صحيفة THE SUN البريطانية فأشارت إلى اللقطة بالقول، إن مبابي بدا متسللاً لحظة التمرير، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة طريقه نحو الشباك، دون التطرق أكثر لهذه الحالة الجدلية.
أما صحيفة L'Équipe الفرنسية الشهيرة، فقد احتفت بتتويج بلادها باللقب، لكنها أشارت إلى أن فرنسا هزمت منتخب "لاروخا" بهدف مثير للجدل.
وبالعودة إلى أحداث المباراة، تقدمت إسبانيا بالهدف الأول عبر ميكيل أويارزابال في الدقيقة 64، قبل أن يعدّل كريم بنزيمة الكفتين بعد ذلك بدقيقتين من تصويبة صاروخية مركزَّة، ليأتي الدور على مبابي ليحرز هدف الفوز في الدقيقة الثمانين.
واقتحمت فرنسا تاريخ كرة القدم من الباب الواسع، حيث بات "الديوك" أول منتخب في التاريخ يحقق كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية ودوري الأمم الأوروبية.
وتُوجت فرنسا بكأس العالم عامي 1998 و2018، ومثلهما في كأس الأمم الأوروبية عامي 1984 و2000، بالإضافة لدوري الأمم الأوروبية عام 2021.