توصل صينيون إلى حل "مبتكر" لمواجهة أزمة اجتماعية في المدن والقرى المكتظة بالسكان، نتجت عن عادة "غريبة" للجدات الكبيرات في السن، حيث يتسبب تجمعهن في المتنزهات والميادين العامة في حالة من "الفوضى المزعجة"، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
بحسب الصحيفة، فإن عادةً مشهورة في الصين تشمل تجمع الجدات داخل المتنزهات والميادين العامة في الساعات الأولى من الصباح، أو في وقتٍ متأخر من الظهيرة، يرافقها تشغيل أنغام الموسيقى الصينية شديدة الصخب.
تقول الصحيفة إن هذا التقليد "الغريب" أدى باستمرار إلى زعزعة الهدوء وسط المناطق السكنية شديدة الكثافة.
حلول تقنية
خلال الأسبوع الماضي، ظهر أحد الحلول التقنية، وقد لقي رواجاً كبيراً في الصين، جهاز صاعق يُشبه المسدس، يُمكنه تعطيل مكبرات الصوت على بُعد 50 متراً.
الجهاز أثار إعجاب الكثيرين، وحصد مراجعات إيجابية من المشترين.
كتب أحدهم على موقع Taobao، النسخة الصينية من eBay: "لقد صار الطابق السفلي هادئاً أخيراً، لقد ظنّت الجدات أنّ مكبر الصوت قد توقف عن العمل طيلة يومين".
بينما كتب مشترٍ آخر: "اختراعٌ عظيم، سأكون صاحب القرار في الحي الآن بفضل هذا الجهاز، هذا ليس منتجاً عادياً، إنّه منتجٌ لتحقيق العدالة الاجتماعية".
تقليد قديم
تُعتبر الصين موطناً لنحو 100 مليون من الجدات، اللواتي يمارسن تقليداً قديماً تعود جذوره إلى الثورة الثقافية في الستينيات، بالتجمع في الحدائق العامة للحديث وسماع الموسيقى والرقص أيضاً، كما يُشكّلن بذلك روابط قوية معاً تمتد إلى أنشطةٍ أخرى مثل التسوق وحتى الاستثمارات الجماعية، وفقاً لصحيفة South China Morning Post الصينية.
وسائل الإعلام الرسمية وصفت رقص كبار السن في الميادين بأنّه "وسيلةٌ إيجابية وفعّالة لتخفيف الأعباء الطبية والمالية، وزيادة جودة معيشة كبار السن".
لكن الأمور قد خرجت عن السيطرة، مع تنافس مجموعات الجدات فيما بينها، برفع صوت الموسيقى أكثر داخل المناطق الصغيرة، وتنمر الجدات على من يُحاول التدخل.
حيث أظهرت مقاطع فيديو وتقارير منتشرة تلك المجموعات وهي تُجادل وتُقاتل مجموعة من لاعبي كرة السلة للاستيلاء على ملعبهم، أو تقتحم ملعب كرة قدم لإيقاف المباراة، وهي الحالات التي تطلبت تدخل الشرطة واعتقال البعض، بحسب الصحيفة.
لكن الأمور ليست عدائيةً دائماً، ففي العام الماضي توصلت إحدى المجموعات بمدينة لانتشو إلى حلٍّ يُرضي جميع الأطراف، حيث استخدمت المجموعة سماعات الأذن التي تعمل بالبلوتوث للاستماع إلى الموسيقى، لتصنع المجموعة نسختها الخاصة من الديسكو الصامت.