قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه من المُرجَّح أن يُمنَح القضاة في إسبانيا سلطة تقرير من الذي يحصل على حضانة الأطفال بعد الطلاق على أساس الطريقة التي يتعاملون بها مع الحيوانات الأليفة لدى الأسرة.
بموجب التشريع الجديد، سيتمكَّن القضاة من رفض الحضانة المشتركة للأطفال إذا أساء أحد الوالدين معاملة الحيوان الأليف لدى الأسرة أو هدَّد بفعل ذلك من أجل إكراه الشريك السابق.
الوضع القانوني للحيوان
في سياق متصل سوف يغيِّر القانون الجديد الوضع القانوني أيضاً للحيوان من "شيء" إلى "كائن حي لديه مشاعر"، مِمَّا يمنحه الحقوق نفسها التي يتمتَّع بها الأطفال في تسوية نزاعات الطلاق. لن تكون القطط والكلاب بعد الآن كالسيارة أو قطعة الأثاث، وستكون رفاهيتهم أحد الاعتبارات الرئيسية في مداولات القاضي بشأن مَن يمكنه الاحتفاظ بالحيوان الأليف.
في المقابل فقد تقرِّر المحاكم منح حضانة مشتركة للحيوان الأليف إذا شعرت بأن هذا هو الخيار الأفضل للحيوان، أو تخصيص ساعاتٍ للزيارة.
من جانبه قال حزب الباسك القومي في إسبانيا، والذي أيَّد مشروع القانون: "تشير العديد من الدراسات إلى أن إساءة معاملة الحيوانات، والتهديد بإساءة معاملتها، جزءٌ من نظامٍ قسري، وهذا النوع من العدوان يُستخدَم من قِبَلِ المعتدين كتكتيكٍ لتخويف القاصرين والأشخاص المُعرَّضين للخطر، من أجل السيطرة عليهم".
أضاف الحزب أن إساءة معاملة الحيوانات الأليفة العائلية أو التهديد بذلك غالباً ما يُستخدمان لإسكات ضحايا الإساءة أو منعهم من التخلُّص من زواجٍ عنيف.
معارضة يمينية
من ناحية أخرى عارَضَ حزب الشعب المحافظ وحزب فوكس اليميني المتطرِّف القانون الجديد، الذي يمرُّ الآن للمناقشة في مجلس الشيوخ. واتَّهَمَ حزب الشعب حزب الاشتراكيين، الذي يقود الائتلاف الحاكم، بخرق الإجماع الذي تم التوصُّل إليه في مشروع قانونٍ مماثل اقتُرِحَ في عام 2017، وتحويله إلى "أداة أيديولوجية". وأقرَّ مجلس النواب القانون، ومن المُرجَّح أن يوافق عليه مجلس الشيوخ.
في حين يجادل الاشتراكيون بأن القانون الجديد يعكس المواقف سريعة التغيُّر تجاه الحيوانات الأليفة في إسبانيا. وقالت ساندرا غويتا إستيرويلاس، المُشرِّعة الاشتراكية: "هذا ليس عملاً سياسياً صالحاً، بل بالأحرى يتعلَّق بالاحترام والتعاطف، ويتوافق في المقام الأول مع احتياجات القرن الحادي والعشرين".
من ناحية أخرى تتزايد وتيرة التشريعات التي تعترف بوعي الحيوانات في جميع أنحاء العالم، إذ عدَّلَت كلٌّ من النمسا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا قوانينها لمنح الحيوانات حقوقاً مماثلة لتلك التي يتمتَّع بها البشر. وحكم قاضٍ بالأرجنتين في عام 2015، بأن ساندرا، وهي قرد من فصيلة أورانج أوتان في حديقة بوينس آيرس، "شخص غير بشري" له الحقُّ بالعيش في ظروفٍ أفضل. ونُقِلَت إلى محميةٍ للقرود بولاية فلوريدا الأمريكية في عام 2019.